أرشيف المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

أ مغار

أفريك وان :الشريف السداتي 
كان مند القِدم لدى القبائل الامازيغية بالمغرب  ، معمولا بنظام رائع و عريق لتنظيم شؤون الحياة و للفصل في المنازعات و يسمى  الشخص الذي يتولى المنصب بـ { أمغار}  ، هذا النظام العريق ابتكره الامازيغ مند القدم و كان فعالا في تنظيم  شؤون حياتهم العامة و للبث و الفصل في منازعاتهم  بالعدل دون الحاجىة لسلطة مركزية او خارجية .
 
  كانت طريقة تنصيب أمغار بأن يجتمع رجال القبيلة لإختيار أحد أشخاص القبيلة تتوفر فيه شروط خاصة ،غالبا ما يكون أكبر سنا و معروفا بنزاهته و  برزانته و بحكمته  وخبرته ، ومشهودا له بالصدق و الأمانة  ، ليتولى منصب أمغار ليبث في المنازعات و الخصومات بين الافراد و العائلات و اتخاد القرارات و يتولى أيضا تمثيل القبيلة عند المفاوضات مع القبائل المجاورة الاخرى .
 
 أمغار يتولى منصبه تطوعا  دون أجر أو تعويضات ، و يمثل أمغار السلطة العليا للقبيلة و يكون مهيب الجانب ، يحتكم اليه السكان للفصل بينهم  في نزاعاتهم  وفي خصوماتهم العامة و الخاصة و قضاياهم المختلفة ، و يتولى كذلك إدارة  الجلسات  المحلية التي تناقش الطوارئ  و مستجدات  و قضايا القبيلة لإتخاد القرارات المناسبة ، و فوق هذا كله كان ينبغي له ان يكون ديبلوماسيا قادرا على التفاوض بنجاح مع إمغارن القبائل المجاورة عند المنازعات  بين القبائل  .
 
و الطريف  أن شيوخ القبيلة  كانوا يتهربون من تولي منصب أمغار، ليس هروبا من صعوبة المنصب ،بل يرون أنفسهم غير مؤهلين  لذلك ، لذا لم يكن السكان يحتارون في إختيار أحد الشيوخ للمنصب  بل في إيجاد من يقبله ، لذا كان السكان  يضطرون الى إختيار أحد الشيوخ غيابيا عن قصد ان كانو يرونه آهل لمنصب أمغار فيأتونه في بيته للإلحاح عليه كي يقبل ، و لا تنتهي ولاية أمغار إلا بوفاته او إستقالته لعذر مقبول ،و تجدر الاشارة أن نظام  أمغار كان معمولا به لدى جل القبائل الامازيغية بالمغرب في سوس و الاطلس المتوسط و الريف أيضا ، و من هنا تتجلى عبقرية المجتمع  الامازيغي قديما في تنظيم نفسه ذاتيا دون الانزلاق للفوضى ، حتى عند انعدام سلطة مركزية  أو خارجية .و لكن للآسف هذا النظام العريق  يكاد يختفي اليوم بعد الهجرة المكثفة نحو المدن و بعد شمول سلطة الدولة لجميع مناطق المغرب النائية .
ولكي نعطي صورة عن كيفية إنتخاب امغار نورد هذا النموذج من قبائل ايت عطا المعروفة حيث،ينتخب “أمغار” مبدئيا في يوم 17 مارس من كل سنة حينما يجتمع ممثلي القبائل سواء عند ضريح دادا عطا أو داخل الأرض المحرمة بتفراوت نايت عطا بالقرب من إغرم أمزدار وتارة في تزارين وأحيانا في الأطلس الكبير. ويحضر عملية الانتخاب ممثلي جميع الأخماس وجماعة من شرفاء مولاي عبد الله بن احساين بزاوية تامصلوحت. وبعد تلاوة الفاتحة من طرف الجميع؛ تبدأ عملية الانتخابات: فيجلس مرشحي الخمس، صاحب الحق، على الأرض بينما يقوم الناخبون المنتمين للأخماس الأربعة الأخرى، في مداولة قصيرة، بمناقشة اختيار الرجل المناسب. بعدها يرجع الناخبون فيطوفون على المرشحين الجالسين ويعملون على لمس أحدهم بالأصبع على رأسه أو بدفعه ليتزحزح من مكانه، قبل أن يوقفوه على رجليه بصفة رسمية لتأكيد اختيارهم له في منصب الشيخ العام للسنة التالية. وفي هذه اللحظة يقوم سلفه أو أحد الشرفاء “أكرام” بوضع حجرة صغيرة أو باقة من الربيع على رأسه للتعبير عن الآمال في أن تكون هذه السنة جيدة المحصول. كما يعمل الشريف على تقديم كوبا من اللبن إلى الشيخ الجديد ليشربه ويقوم بصب بعض اللبن على وجهه وملابسه لتذكيره على أنه قابل للسقوط وأن قوته ضعيفة وليس له أية أفضلية على أترابه أو على منتخبيه.
المراجع :
1-البوابة الامازيغية
2-مقال للحسن تاوشيخت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت : Farid Aabid دراسة حول واويزغت من إنجاز: هشام بويزكارن. ماستر التاريخ والتراث الجهوي مقدمة: تهدف...