أرشيف المدونة الإلكترونية

الخميس، 22 أكتوبر 2015

اوزود- الشلال


اوزود
› تمثل المناظر الطبيعية في جهة تادلا أزيلال بكل من بني ملال وأزيلال، وجهة خاصة للمواطنين في فصل الصيف وشهر رمضان، عين أسردون، هي الملاذ في بني ملال، لمن يختار أقرب مكان طبيعي لقضاء اليوم قرب الماء ووسط الأشجار فرارا من لهيب الحرارة، ولقضاء الأجواء الرمضانية بين أحضان الطبيعة. وتأتي الوجهة الثانية في مرتبة متميزة لمن يختار شلالات أوزود قرب أزيلال، التي تشكل فضاء للعديد من الزوار في العطلة الأسبوعية للمواطنين من مختلف المناطق المغربية، وتشكل أقرب نقطة لسكان أزيلال، في هذه الأجواء الرمضانية، للابتعاد عن الحرارة التي تفوق 40 درجة في فصل الصيف، وأيضا بحيرة بين الويدان بمناظرها الطبيعية الخلابة. والبحث عن استغلال المكان سواء قرب الشلالات أو في البحيرة للاستحمام اتقاء حرارة الشمس.
وينتظر أن تشهد هذه الشلالات توافد الآلاف من السياح المغاربة والأجانب بعد انتهاء شهر رمضان.  في الطريق إلى مدينة أزيلال، مرورا بأفورار، يضطر المسافر إلى المرور بفضاء طبيعي أخضر، هو بحيرة بين الويدان، التي يقع عليها أحد أكبر سدود المغرب. وتعد هذه البحيرة مثيرة وفاتنة بخضرتها الطبيعية الخلابة، وتستقطب الزوار من محبي ركوب الأفلاك للتمتع بمياهها العذبة في رحلة تأمل في الماء المحاط بالخضرة والجبال الشامخة، أو لممارسة الصيد بالقصبة، وهناك من يستعمل رياضة الدجيتسكي في البحيرة، ومن أراد استغلال الوضع لصيد الطرائد، فهناك العديد من المحميات الخاصة في المنطقة ومحيطها. 
وبالنسبة لإقليم أزيلال، هناك شلالات أوزود، التي تبعد عن المدينة في اتجاه طريق دمنات، للوصول إلى هذه الشلالات،  ينبغي أن تسير في الطريق الرابطة بين أزيلال ودمنات حوالي 16 كلم ، ثم تنعرج على  طريق تم تعبيدها بشكل جيد، التي ستوصلك إلى أزود، وهي عبارة عن مجموعة من الشلالات، تنساب فيها المياه من علو يصل إلى 150 مترا، تنبع مياهها من عيون (تابونت)، التي تقدر بحوالي 25 عينا، تزيد أو تنقص حسب التساقطات المطرية، بمجرد الوقوف أمام الشلال، تحس برذاذ المياه المتساقطة من هذا العلو الكبير والتي تضفي على الجو رطوبة منعشة  في السابق وقبل أن تنهك سنوات الجفاف المتتالية هذا الشلال، كانت قوة المياه تشكل عند التقائها بأشعة الشمس قوس قزح دائم. وفي أعلى الشلال أقيمت مطاحن القمح والشعير المعتمدة على الطاقة المائية، والتي بقي منها مطحنتان فقط، حيث دمر الباقي عقب فيضانات عرفتها المنطقة، وهي الفترة نفسها التي عرفت منطقة (أوريكة) فيضانات مهولة. في هذه المطاحن ما يزال التعامل فيها يخضع للعرف القبلي، بحيث إن الراغب في طحن قمحه، لا يؤدي الأجر نقدا، وإنما يكون كمية من القمح تتماشى والكمية التي أحضرت للمطحنة. 
تعود كلمة أوزود عند البعض إلى كلمة (إزيد) بالأمازيغية، وهو الدقيق الذي يخرج من المطحنة بعد عملية الطحن، وهناك من يرجع التسمية إلى كلمة (أوزو) بالأمازيغية وهي شجرة الزيتون، علما أن المنطقة كانت تعرف انتشار الكثير من المشاتل الخاصة بشجرة الزيتون، التي تنقل إلى الكثير من النواحي الأخرى، ومع كثرة الاستعمال خاصة من طرف غير الأمازيغ أضيفت لها الدال فأصبحت أوزود. أضحت مجموعة من الفنادق تؤثث المكان لاستقبال الزوار والسياح من جميع مناطق المغرب، وهناك برنامج لتأهيل المنطقة يصل إلى 24 مليار سنتيم، لجعلها قطبا سياحيا دوليا حقيقيا، والدراسات الخاصة بالمشروع قيد الدراسة، لإعطاء هذا المحيط السياحي ما يستحقه من عناية. في محيط الشلالات، توجد زاوية (تانغملت) على بعد 3 كلم، وبجوارها القرية المكسيكية ومنابع (تابونت)، ما يجعلها فضاء مهما في السياحة الطبيعية.
والسير إلى الشرق من أزيلال، هناك معالم طبيعية جميلة، وخاصة منطقة آيت بوكماز، المعروف بجمالها وفج طبيعي بها يستهوي السياح الأجانب والمغاربة، فج محاط بجبلين يتميز بهدوء مثير بعيد عن كل مظاهر الحضارة الحديثة، وحين الانطلاق من أوزود في اتجاه مدينة دمنات، على مخرجها، بعد 7 كلمترات، يوجد فضاء إمي نفيري الطبيعي، وهو عبارة عن مغارة محاطة بالصخور، وله هندسة طبيعية خاصة تغري السياح بالزيارة. من جهة أخرى، تمثل جهة تادلة أزيلال واجهة سياحية واقتصادية متميزة، من حيث طبيعة المؤهلات الطبيعية والجغرافية والثقافية والتاريخية، التي تجعل منها قطبا استراتيجيا على مستوى التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية، باعتبار التنوع المجالي والغنى الفلاحي، فضلا عن الشبكة المائية والطاقية، التي تزخر بها، ما يجعلها أرضية خصبة لاستقطاب الاستثمار الوطني والأجنبي، شريطة توفير الظروف الملائمة لذلك.  ولعل هذه الثروة الطبيعية، فضلا عن ذاكرتها الثقافية والتاريخية، جعلت منها فضاء متنوعا ومتميزا على المستوى السياحي. إن موقعها الجغرافي وسط المغرب، وقربها من العاصمتين، الرباط والدار البيضاء، ووجودها على الطريق الرابطة بين قطبين سياحيين، فاس ومراكش، وتوفرها على الجبال والشلالات والبحيرات والغابات، وثروة سياحية طبيعية، وبالتالي يمكن استثمارها في مختلف أنواع الرياضات السياحية المتنوعة، كجولات المشي على الأقدام، أو على ظهور الدواب، أو بواسطة الدراجات، أو التزحلق على الجليد، وتسلق الجبال وممارسة الصيد والقنص والتجديف بالبحيرات والأودية.
و تضم جهة تادلا أزيلال، التي تتكون من إقليم  بني ملال وإقليم الفقيه بن صالح و إقليم أزيلال، العديد من المؤهلات الطبيعية يمكن أن نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر  عين أسردون، وجبل تصميت (2248 مترا)، ومغارة مجغيول بمنطقة دير القصيبة، ومخيم تاغبالوت، وشعاب ومنحدرات شقوندة، مستودعات ومخازن أوجكال، جبل تلزاست بأغبالة، غابة الأرز بتاعدلونت وتزكراوت، غوابة السنديان الأخضر بتيزي نيسلي، وجبل يحسن بفم العنصر، ومغارات القصيبة، وشلالات سيدي عيسى، وكاتدرائية تامكة بجماعة تيلوكيت، وشلالات اوزود، وقنطرة إيمي نيفري، وواحة آيت بوكماز، منخفض تاغيا، مغارة اسقاط، وغارة إيفري انتاوية بآيت امحمد، ومغارة إيفري نآيت أيوب بجماعة تبانت، وشلالات افلافل بدمنات، وجبل إيغيل امكون، وجبل أزورقي، ومغارة إيفري نقايد، وسد بين الويدان.
أما المؤهلات التاريخية و الثقافية والحضارية بالجهة، فنجدها تحتضن موروثا ثقافيا يمكن اعتماده مكونا للمنتوج السياحي بالمنطقة ، فهناك الأبواب و القصبات والأسوار والحصون والقلاع والأطلال و النقوش الصخرية و القناطر القديمة والمساجد والأضرحة والصوامع والمكتبات القديمة ومن أهم هذه المواقع التاريخية و الحضارية نجد  النقوش الحجرية بآيت بوولي، قصر أوشطو بتنانت ، آثار الديناصور بتبانت، وأسوار مدينة دمنات، القصبة الإسماعيلية، القنطرة الإسماعيلية، القصبة الزيدانية، وقصبة بلكوش ببني ملال، وأطلال فشتالة  بتفزة، والصومعة المرابطية ببني ملال، وضريح سيدي أحمد بلقاسم، وبرج عين أسردون، وزاوية تنغملت.
للإشارة، فإن المواقع ذات الأهمية السياحية بالجهة، التي تحظى بتدفق سياحي مرتفع هي شلالات أوزود وعين أسردون و بين الويدان ومخيم تاغبالوت إنه ثراء سياحي غني بالمكونات الطبيعية والثقافية والرياضية والتاريخية والمآثر المتنوعة، جعلت جهة تادلة أزيلال، بأقاليمها الثلاثة، وجهة سياحية من الداخل والخارج، وما يحتاج الزائر توفره مواقع سياحية خاصة بالجهة، وملفات حول السياحة بها من طرف مؤسسات ذات علاقة بالسياحة والاستثمار، والزائر لمدينة بني ملال ومحيطها الإقليمي داخل المدار السياحي أو خارجه، أو في مناطق الجهة الأخرى وخاصة بإقليم أزيلال، الفضاء الغني بشكل كبير بالمكونات السياحية الطبيعية، ويحتاج إلى ورقة تعريفية حول هذه المناطق ذات البعد السياحي .

OUZOUD (Cascades)-Prov.Azilal- MAROC

OUZOUD (Cascades)-Prov.Azilal- MAROC
-شلالات أوزود - إقليم أزيلال, Les cascades d'Ouzoud sont des chutes d'eau situées au Maroc. À 120 km de Beni Mellal et 150 km de Marrakech, elles constituent une attraction touristique importante. Nées de l'oued Ouzoud, elle mesurent environ 110 mètres de hauteur. Les cascades d'Ouzoud sont récemment devenues accessibles à partir de la petite cité d'Aït Attab (sur une distance d'environ 25 km) en provenance de Beni Mellal ou de Marrakech à travers la cité sucrière d'Ouled Ayyad (Province de Fquih Ben Salah).

فريد عابيد: كل ما تود معرفته -بني ملال

بني ملال ⴰⵢⵜ ⵎⵍⵍⴰⵍ مدينة مغربية حديثة النشأة تقع في الوسط الغربي للمملكة المغربية بين الأطلس المتوسط وسهل تادلة ، وهذه المدينة هي عاصمة إقليم بني ملال و جهة تادلة أزيلال، تبعد عن مدينة الدار البيضاء ب 250 كيلومتر، و عن العاصمة الرباط ب 340 كيلومتر و عن مدينة خريبكة ب99 كيلومتر وعن مدينة الفقيه بن صالح التابعة لنفس الجهة ب45 كيلومتر ،ومدينة أزيلال عاصمة إقليم أزيلال التابع لنفس الجهة ب70 كيلومتر. تقع بني ملال على المحور الطرقي بين مدينتي فاس ومراكش ،ويعتبر إقليم بني ملال إقليما غنيا بالثروات الفلاحية، ويحده من الجنوب الشرقي إقليم الراشيدية، ومن الشمال الشرقي إقليم خنيفرة ومن الشمال الغربي إقليم خريبكة، وإقليم قلعة السراغنة من الجنوب الغربي. ويبلغ عدد سكانها حسب إحصاءات سنة 2012 حوالي 1.122.002 مليون نسمة

بني ملال لها خاصية فريدة من بين كل المدن المغربية، فالمباني فيها مشيدة فوق الكهوف، كيف تم ذلك وما حقيقة هذه الكهوف ؟

مجموعة من المؤرخين والباحثين في تاريخ المغرب القديم يؤكدون أن بني ملال من أقدم الأماكن التي عمرها الإنسان في شمال أفريقيا ،ورغم أن الحفريات لم تبدأ بشكل فعلي في المدينة إلا أن انتشار الكهوف يؤكد ماسبق ذكره، إذ يتضح من خلال أشكالها ومواقعها بأنها من صنع الإنسان وليس نتيجة عوامل طبيعية، فأثر استعمال الأدوات الحديدية في عملية الحفر والثقب بادية على جدران الكهوف وواجهاتها، وتفصيلاتها وأشكالها الهندسية، فهي في مجملها تقدم لنا أنماطا فريدة من أشكال التعمير البدائي القديم بأقبيتها، وغرفها ،و أشكالها الهندسية المتميزة والفريدة التي تستحق اهتماما من طرف المؤرخين وعلماء الآثار، فلاشك أن هناك كنوز تاريخية وسط هذه الأنفاق والكهوف في حاجة إلى مستكشفين يغنون ببحوثهم تاريخ المنطقة، وجزءا من تاريخ هذا الوطن. الروايات الشفوية لساكنة المدينة القديمة تؤكد أن الأجداد كانوا يستعملون هذه الكهوف للاختباء من العدو في الحرب التي كانت رحاها دائرة بين قبائل الجبل وساكنة الدير، وهي نفس الحالة التي تكررت عبر تاريخ مدينة داي قديما ،بني ملال حديثا، وصولا إلى تأسيس المدينة حديثا داخل ما كان يعرف بالسور، حيث كان السكان يعتبرون البناء خارج السور بمثابة مغامرة غير محمودة العواقب خاصة في زمن ما يعرف بأيام " السيبة"، لذلك بنوا منازلهم فوق أرض موقوتة دون أن يعرفوا خريطة الكهوف التي في أسفل "القصبة ". نفس ما استخدمه الأجداد لحمايتهم من العدو، استعمله الأبناء في مقاومة المستعمر الفرنسي الذي بذل جهدا مضاعفا لمعرفة ورسم خرائط الكهوف وكشف مخابئ بعض رجال المقاومة، وهي للأسف الخرائط الوحيدة المتوفرة والتي لا تأخذ بمحمل الجد رغم حدوث جل الكوارث في النقط التي حددتها هذه الخرائط.

تتميز بني ملال بمآثرها التاريخية: أسوار تعود إلى عهد مولاي إسماعيل، المنارة التي يعود تاريخ بنائها إلى عهد الموحدين، وهي من ضمن أجمل المدن المغربية فإنها تحتاج فقط لبعض الاهتمام فلو حضيت بالقليل من الاهتمام لكانت مدينة أثرية يتوافد عليها الناس من كل أقطار العالم وذلك لجماليتها الفائقة .

خارطة جهة تادلة أزيلال
بني ملال مدينة مغربية تقع في الوسط الغربي للمملكة المغربية بين الأطلس المتوسط وسهل تادلة وهذه المدينة هي عاصمة إقليم بني ملال وجهة تادلة أزيلال، تبعد عن مدينة الدار البيضاء ب 210 كيلومتر، وعن العاصمة الرباط ب 340 كيلومتر وعن مدينة خريبكة ب99 كيلومتر وعن مدينة الفقيه بن صالح الفلاحية التابعة لنفس الإقليم ب45 كيلومتر ومدينة أزيلال عاصمة إقليم أزيلال التابع لنفس الجهة ب70 كيلومتر. تقع بني ملال على المحور الطرقي بين مدينتي وتمتد المساحة الحضرية بنسبة 85% على السهل بينما تتمركز احيئها الأخرى على مشارف الجبال الأطلسية المحادية للمدينة "كأوربيع وبوعشوش وايت ورير وعين الغازي " فاس ومراكش ويعتبر إقليم بني ملال إقليما غنيا بالثروات الفلاحية ويحده من الجنوب الشرقي إقليم الراشيدية، ومن الشمال الشرقي إقليم خنيفرة ومن الشمال الغربي إقليم خريبكة، وإقليم قلعة السراغنة من الجنوب الغربي.

الجو والمناخ عدل

تتميز المدينة من حيت المناخ بالتناقد حيت تكون شديدة الحر صيفا وقد تصعدالحرارة إلى ما فوق 40 درجة . وتتميز كونها شديدة البرودة شتاءً حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مادون الصفر خاصة ليلا ،ويرجع هدا التناقد إلى كون الرقعة ذات مناخ قاري والسبب في ذالك الجبال التي تحيط بالمدينة فالمدينة تضهر كحفرة بين الجبال والسهل غير ان المدينة مؤخرا بدأت تعرف بدورها اختلالات مناخية حيت قد تتأخر مظاهر الشتاء أو العكس بشكل غير متوازي . تكتسي الجبال المحيطة بالمدينة الثلوج البيضاء مما يعطي المدينة مظهرا رائعا مدعم للسياحة. وتعتبر نسبة المياه جيدة بالمنطقة وذالك راجع إلى وفرة العيون والمنابع والفرش المائية.

السكان و العادات عدل

يعتبر البعض ان المدينة حديثة وتكونت بفعل الهجرة القروية لكن هذا ليس صحيحا كون المدينة تعد من أقدم المناطق المستوطنة شمال افريقا ، وقد كانت المدينة موجودة إلى جانب قصبة تادلةإبان الدول التي تشكلت بالمغرب وكانت تسمى "بداي " وقد شملت المدينة إلى زمن قريب المحور القديم "القصبة" وبعض الجوانب غير انه وبفعل الهجرة القروية وتطور الديموغرافية السكانية صارت بني ملال من أهم المدن المغربية الداخلية حيت أصبحت ولاية وعاصمة لجهة تادلة ازيلال. وتعتبر ساكنة المدينة مزيج بين الأمازيغ والعرب ممااعطى تنوع ثقافي من حيت اللغة والثرات والتقاليد.

منظر لأحد معالم بني ملال الذي يسمى بالقصر، وهو يعتبر نقطة سياحية مهمة بمنتجع" عين أسردون "ومدينة بني ملال ككل
                          منتجع عين اسردون
يتركب «عين أسردون» من كلمتين، الأولى عربية و الثانية أمازيغية. وتعني أسردون بالأمازيغية «البغل»، و بالتالي يعني الاسم «عين البغل»، فكيف ارتبط البغل بهذا المنبع الساحر و الشلالات البديعة ؟ تروي حكاية تاريخية، وهي ليست أسطورة، أن رجلا من قبيلة آيت سخمان ⴰⵢⵜ ⵙⵅⵎⴰⵏ عاد من سوق مدينة بني ملال على ظهر بغله ومر بالمكان الذي توجد به عين المياه، ورأى التبن يخرج مع الماء من تلك العين، وخمن أن أكياس التبن التي ضاعت خلال نقلها من البيدر تدحرجت من أعلى إلى حيث ينحدر الماء من الجبل، وربما يكون التبن الذي يأتي من الماء جزءا من تلك الأكياس. ولتأكيد افتراضه أجرى تجربة بنفسه، حيث ألقى التبن في نفس المكان الذي سقطت فيه الأكياس الأولى، وفي اليوم الموالي شاهد التبن يخرج مرة أخرى من نفس العين.

وتضيف الرواية أن الرجل أغلق المنبع في الجبل بالصوف، ونزل في محاولة لابتزاز قبائل كانت تقطن في بني ملال مقابل إطلاق الماء، لكنهم لم يرضخوا للابتزاز بعدما عرفوا المكان الذي يتم من خلاله التحكم في ماء العين، وتعرض الرجل لبطش تلك القبائل، وسميت العين ببغل ذلك الرجل المغبون. تقع شلالات «عين أسردون» في المنطقة السهلية التي تتمدد فيها مدينة بني ملال، حيث تنساب المياه نزولا على شكل شلالات وتشكل منظرا بديعا، خصوصا أن الخضرة تحيط بالمكان، ومع تدفق مياه الشلالات يصبح الطقس منعشا في الصيف، ومعتدلا في الشتاء. ولعل من مفارقات المنطقة أن المياه تنبع من الجبال التي يقطنها في الغالب أمازيغ (بربر) وتستفيد منه قبائل عربية أو مستعربة لأنهم يسكنون السهول الفلاحية الصالحة للزراعة.

ويؤرخ جمال «عين أسردون» في بعض جوانبه لتمازج العرب والأمازيغ، ويتمثل هذا التمازج الحضاري في هندسة الحدائق التي تمتد من منبع «عين أسردون» وتحيط به، وتشكل نسخا لحدائق في غرناطة وباقي المدن التي كانت مزدهرة في الأندلس. وما زال هذا المنبع الساحر يحافظ على التصميم الهندسي لتلك الحدائق التاريخية وإن تغيرت ألوان الزهور واختلف الزوار. زوار منبع «عين أسردون» ليسوا فقط من سكان بني ملال، بل هم من داخل وخارج المغرب، حيث يزور سياح أوروبيون المغرب فقط من أجل مشاهدة «عين أسردون» شلالات المياه، ومنظر تدفق مائها، والحدائق البديعة التي تحيط بها. وهؤلاء لا يكترثون لقصة «عين أسردون»، بل منهم من لا يعرف شيئا عن مدينة بني ملال، إذ باتت «عين أسردون» وشلالات المياه والحدائق المخضرة ضيفا وشتاء أشهر من المدينة نفسها. وتجتذب الشلالات والحدائق مئات العشاق الذين يجدون تحت أشجارها وظلالها، خصوصا في فصل الصيف، «ملاذا آمنا» يضفي عليه خرير المياه المتدفق بقوة روعة وجمالا. ويمنع هدير الماء، وهو هدير مرتفع الصوت كثيرا، على الجالسين بالقرب من الجدول أن يسمعوا حديث العاشقين وهمساتهم، وبالتالي لا حاجة للغة الهمس بالقرب من الجدول المتدفق في «عين أسردون». وهناك أسباب أخرى تجعل من «عين أسردون» قبلة سياحية، ذلك أن مدينة بني ملال تقع وسط المغرب، بعيدا عن البحر، وهذا الموقع الجغرافي يجعلها إحدى المناطق التي ينطبق عليها القول الشهير «الماء والخضرة والوجه الحسن» وبالتالي يأتي إليها زوار شتى، ليس فقط في فصل الصيف، بل في جميع فصول السنة. وفي كل وقت يأتي كثيرون إلى «عين أسردون».

عشاق الطبيعة في فصل الخريف يجذبهم منظر الأشجار التي تُغير رداءها الأخضر لترتدي اللونين الأصفر والأحمر، حيث تبدو «عين أسردون» من فوق الجبل وانطلاقا من المنبع نزولا مع مجرى الماء كسرداب أصفر وأحمر وسط مجال أخضر تشكله أشجار الزيتون التي تحافظ بنسبة كبيرة على اخضرار أوراقها طول السنة. معظم الأشجار في حدائق «عين أسردون» تتكون من الصنوبر والصفصاف وأشجار آسيوية يقال إنها جلبت من مشاتل خاصة وغرست في ثمانينات القرن الماضي. وثمة منظر عجيب، ذلك الذي تشكله أوراق الأشجار في الخريف عندما تصفر أو تحمر وتتساقط على الأرض، والتي لم تحن ساعة سقوطها تبقى عالقة لترسم لوحة صفراء تمتد من زرقة السماء نزولا إلى أديم الأرض. تزين تلك اللوحة الخريفية الأوراق التي تقع في الماء فيجرفها التيار، وخطوات عشاق يجلسون على حافة الجداول تجر بخفة بعض الأوراق التي تطفو فوق المياه. في فصل الشتاء يتغير المنظر الطبيعي باختفاء جميع الألوان، وكأن «عين أسردون» تدخل لفترة قصيرة إلى غرفة ملابس استعدادا لحلول بهجة فصل الربيع وما يليه من فصل العطل والاستجمام، حيث تستعد المنطقة لاستقبال مختلف الزوار والعشاق.

ا

بني ملال من المدن المغربية التي تغنى بجمالها وطبيعتها الشعراء والفنانون. مدينة تميزت بطبيعتها الفاتنة وبعيون الماء فيها، وعلى جنباتها. تماما كما تغنى بها مطربو الفن الشعبي. بني ملال، هي أشجار الزيتون والماء المنساب عبر أحياء المدينة صافيا ونقيا. ثم إن بني ملال هي المنطقة التي يتجاور فيها الأمازيغي والعربي دون اكتراث بالنقاشات المفتوحة في الصالونات واللقاءات الثقافية والسياسية والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وصفحات الصحف، حول الحقوق الثقافية وما إليها من كلام بارد. بني ملال، بعربها وأمازيغييها، هي المنطقة التي لخصها الفنان محمد رويشة، فنان الأطلس بعبارة.. «شلح وعربي حتى يعفو ربي»، أي «أمازيغي وعربي، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها». بني ملال، هي المدينة والإقليم، وهي عروس الأطلس، وعاصمة جهة تادلة أزيلال، التي تقع وسط المغرب، بين جهات الشاوية ورديغة من الشمال الغربي، وسوس ماسة درعة من الجنوب، ومكناس تافيلات من الشمال الشرقي، ومراكش تانسيفت الحوز من الجنوب الغربي، أي أنها توجد في منتصف الطريق بين مدينتي فاس ومراكش، وعلى مسافة 200 كلم من الدار البيضاء، فيما تنفتح على الجنوب المغربي، عبر مدينتي الراشيدية وورزازات. تمتلك بني ملال، خاصة، وجهة تادلة أزيلال، عامة، إمكانيات سياحية هائلة، ترتبط، أساسا، بالسياحة الجبلية، وبطبيعة فاتنة تتشكل عبر سهل تادلة الغني بمؤهلاته الطبيعية وخيراته الفلاحية. وإذا كانت منطقة أزيلال تعرف بشلالات «أوزود» الشهيرة، فإن الحديث عن منطقة بني ملال، غالبا، ما يقرن بـ«عين أسردون» ومدارها السياحي، الذي يعتبر من بين المزارات السياحية الرائعة بالمغرب، ويزوره آلاف السياح المولعين بالسياحة الجبلية والماء والخضرة والظلال الوارفة. وليست «عين أسردون» وحدها ما يميز منطقة بني ملال، والجهة ككل، فهناك هضبة آيت بوغماز الشهيرة، و«عيون أم الربيع»، وغيرهما، مع الإشارة، هنا، إلى أن الحديث عن وجهة بني ملال لا يمكن إلا أن يقرن بوجهة أزيلال. ورافق النشاط السياحي بالمنطقة إنجاز بنية تحتية لاستيعاب أعداد السياح المتزايدة، حيث توجد بالمدينة والنواحي، وحدات فندقية في مستوى استقبال السياح الراغبين في خدمة تساير تطلعاتهم وتمنحهم إمكانات مهمة للزيارة والسياحة، نذكر منها فنادق «الشمس» و«تازركونت» و«أوزود» و«البساتين»، ثم إن المنطقة معروفة بهدوئها وقدرتها على توفير الأمن والأمان لزوارها. وتشترك أزيلال وبني ملال في جبال الأطلس الشامخة، التي تبرز في خلفية مدينة بني ملال بشكل رائع، فيما قمة «تاسميط» تغري بالتسلق، أما المدار السياحي لـ«عين أسردون» فيتموقع على ربوة صغيرة، حيث شلالات المياه التي تؤثث لها حدائق ساحرة، فيما القصر المجاور للعين يقف شامخا على المرتفع مثل حارس وفي للخضرة والمدينة والتاريخ. وتمثل «عين أسردون» فخر بني ملال وأحد عناوينها الكبرى، حيث يستشهد بها أهلها وناسها تقديما وتعريفا بالمدينة والمنطقة. «عين أسردون»، التي تمتد سواقيها عبر تفاصيل المدينة مثل الشرايين التي تغذي الجسد. وهناك أكشاك لبيع المواد الغذائية، وأخرى لتقديم خدمات هاتفية، ومقاه، مع دعوات للنقش بالحناء أو لشراء بطاقات بريدية تلخص للمدار وطبيعة المنطقة عبر صور صغيرة في حجمها، لكنها كبيرة في المشاعر والذكريات التي تختزنها. يقول أحد العمال المكلفين بتزيين وتنظيف مدار «عين أسردون»، فيما كان يسقي الحديقة الصغيرة التي تتوسط المدار، إن بني ملال هي مدينة الخضرة والحدائق والماء الدافق، غير أنه كان ماء دافقا ضائعا بين أزقة المدينة. بدا العامل، الذي جاوز الخمسين من العمر، سعيدا ومرتاحا إلى عمله، حتى إنه قد يعطيك انطباعا بأنه يعتني بحديقة بيته أو بحقله الصغير. السياح الأجانب تجدهم، في «عين أسردون»، يتجولون في هدوء لافت. الكاميرا في اليد، فيما العين ترصد متعة فاتنة. السياح، القادمون من مدن الضباب والثلج، يحتفون بالمناظر الطبيعية التي يوفرها المدار السياحي مثل أطفال صغار. يبتسمون طوال الوقت، فيما يكثرون من أخذ الصور. في الواقع، هم يلحون في تصوير الناس والطبيعة والبنايات، كمن حل بكوكب غريب عليه، فرغب في القبض على تفاصيل كل ما يشاهده ويراه أمامه من فتنة وجمال. يقول محمد المخطاري، وهو مدير نشر صحيفة محلية، إن «عين أسردون عرفت على مدار السنوات كمقصد للعائلات، خلال فصل الصيف، حيث كانوا ينصبون خيامهم من دون نظام يحفظ للمدار جماليته، ويحبب السياح والزوار في المكان.. أما، اليوم، فيجري العمل على استثمارها وتسويقها سياحيا وفق شروط تساير استراتيجية تبدو مدروسة، عبر جعل بني ملال مدينة حدائق وخضرة، مع تلميع صورتها وتقديمها كوجهة سياحية يمكنها أن تمنح تنويعا جميلا للمنتوج السياحي المغربي».

المناطق السياحية للمدينة والضواحي التابعة لها عدل

ــ عين اسردون ــ قصر عين اسردون ــ جبل تصميت "في فصل الشتاء والربيع حيت تكون القمم مكسوة بالبياض والإخضرار بالأراضي الجبلية" ــ شلال مودج ــ شلال اجرجر بفم العنصر ــ عين العنصر "فم العنصر" ــ نهر ام الربيع ــ جبال غنين المرتفعة ــ عين تمغنونت ــ اوشراح بتغزيرت ــ عين تيطاوين _ منتجع تاغبالوت السياحي ب القصيبة

و العديد من الاماكن الخلابة التي تصنف الأفضل في المغرب

البنية التحتية

تعرف الجهة إحداث العديد من المشاريع المهيكلة وذلك بغية تسريع وتيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بها والتأكيد على كونها جهة نامية ذات إمكانبات مهمة. وتهم هذه المشاريع البنية التحتية على وجه الخصوص. وتقع بني ملال في ملطقى الطرق الوطنية حيت تمر بها الطريق الرابطة بين كل من القطبين المهمين فاس ومراكش كمايجرى حاليا إنشاء طريق السيار الذي سيربط بني ملال بالدار البيضاء والذي من المترقب ان يكون جاهزا اواخر 2013 كماستربط السكة الحديدية بين ودزم وبني ملال وهو مشروع مدروس وتنتضر ومن المتوقع البدأ بأشغاله قريبا. كما تتوفر المدينة على مطار جهوي "مطار أولاد ايعيش" وهو في طور التأهيل لاستيعاب حركة الطيران التجارية. وتخترق المدينة مجموعة من الطرق الفرعية والجهوية التي باتت تزداد بشكل واضح ودالك لتطوير شبكة الموصلات ببعض المناطق الجبلية في ضواحي المدينة واخرها كان إنشاء طريق يربط بين بني ملال وتغلفت مرورا من مودج واسكسي وهو قيد الإنشاء.

القطاع الصحي

تتوفر المدينة على مستشفى إقليمي يعتبر الأكبر جهويا كما تتوفرعلى عدة مستوصفات منتشرة بالأحياء وقد شهدت المدينة مؤخرا ازدهار كبير على مستوى المصحات الخاصة والعيادات والتي أصبحت تعد بالعشرات نتيجة إقبال الناس عليها وثم إحدات مؤسسات تأهيلية للأطر والممريضن سواء الخاصة منها أو العامة حيت احدتث مؤخرا المدرسة الوطنية لتكوين الممرضين بالمدينة.
القطاع التعليمي

على الرغم بأن مدينة بني ملال تعد اقل شأنا على المستوى الخدمات التعليمية فقد بدأت مؤخرا تشهد إحدات مدارس وطنية ومؤسسات تعلمية عالية الجودة وتتوفر المدينة على عدد كبير من المدارس العمومية والخاصة منها إضافة إلى الإعداديات والثنويات التأهيلية وهي ثانوية - موحى اوحمو - ثاوية الحسن الثاني - ثانوي العامرية - ثانوية ابن سينا - ثانوية النور - وثانوية محمد الخامس التقنية.

التعليم العالي توجد بالمدينة جامعة مولاي سليمان المتفرعة عنها كلية الإداب والعلوم الإنسانية ولاد حمدان (التي تضم عددا كبيرا من أشباه الأساتذة الأميين) وكلية العلوم والتقنيات مغيلة والكلية المتعددة التخصصات بمغيلة والمدرسة الوطنية للتجارة والتسير التي هي قيد الإنجاز. المدرسة العليا للتكنولوجيا

التكوين المهني تتوفر المدينة على المعهد العالي للإعلام الاتصال كما تتوفر على مركز ista وita التابعة للتكوين المهني ofppt والتي غايتها تأهيل وتكوين الأطر في مجال الاشغل والصناعات الصغرى ومجال الفندقة والسياحة وقطاع التجارة والتسير والمعلوميات وقطاع المقاولات والعمل الاجتماعي.

أحياء بني ملال

من بعض احياء المدينة: حي القصبة - حي السي سالم - أولاد يوسف - حي أولاد عياد - حي أولاد حمدان - حي بوعشوش - حي الهدى - حي الأطلس- حي التقدم- حي كاسطور - حي الإنعاش - حي العامرية 1و2 ـ حي المظهر- حي المسيرة 1 و2 ـ قصر اغزافات ـ حي أمغيلة ـ حي الصومعة ـ الحي المحمدي ـ حي السلام(بولقرون/ Paul le grand)- حي رياض السلام ـ حي اعياط ـ حي الزيتون ـ حي تامكنونت ـ حي المنظر الجميل ـ الحي العصري ـ حي الدشيرة ـ حي باب فتوح ـ حي الرميلة ـ حي الشهداء ـ حي النخيلة -تجزئة داركم- حي الرشاد - حي الشرف (مقهى ماداو) - حي الليمون - حي سومية - حي تسليت - شارع متنبي -حي الأمل - حي الصناعي (حي الحسني)-عسفة السرحاني- حي الانبعات - حي الأدارسة ...

الرياضة

رجاء بني ملال عدل
رجاء بني ملال
الاسم الكامل نادي رجاء بني ملال الرياضي
الدوري الدوري المغربي - القسم الأول

الطقم الأساسي

الطقم الاحتياطي
تعديل طالع توثيق القالب
تم تاسيس فريق رجاء بني ملال سنة 1956 من طرف عبد اللطيف المسفيوي الدي كان أول من رئس الفريق وتعاقب عليه 15 رئيسا اخرهم هو مولاي عبد الله العلمي. وقد تمكن الفريق بالفوز ببطولة يتيمة سنة 73-74 ووصل 3 مرات إلى المربع الذهبي لكاس العرش سنوات 65-71-95 وشارك في كاس محمد الخامس وتوخ منها سنة 62 الاعب شواد هداف البطولة ب17 هدفا وسنة 62 الحاج كبور كاحسن رياضي وفي سنة 79 تمكن الاعي اعشيبات بفوزه بهداف البطولة ب17 هدفا وتعاقب على الفريق مند تاسيسه 77 مدربا اولهم كبور ورديغي واخرهم وهو المدرب الحالي أحمد نجاح. ومن بين انجح الاعبين التي انجبتهم الكرة الملالية وشاركوا رفقة المنتخب الوطني هناك الحاج حسن الورديغي ومحمد باباي وأحمد نجاح ومحمد براوي ومحمد مديحي..

بين الويدان جنة فوق الارض


على مسافة 60  كلمترا من مدينة بني ملال و على بعد 35 كلم من مركز أزيلال، تستقر جنة على الأرض إسمها "بين الويدان" . بين الويدان هو عبارة عن سد يغزر بمياه كثيرة تنهمر بين جبال عالية لمسافة معينة ، إذ هو ملتقى وادين اثنين : واد العبيد ، و واد أحنصال . تتشكل ساكنة بين الويدان من 11 "دوار" أمازيغي "تاشلحيت" وهي تعتبر ساكنة بين الويدان منذ سنين من الزمن إلى يومنا هذا، على أنها كذلك الفئة التي من المفترض أن تستفيد من أي حركية اقتصادية تشمل المنطقة ...

اقتصاد  منطقة "بين الويدان" الذي يستفيد منه ناسها ، يرتكز بالأساس على تربية الماشية "الأبقار،المعز،الجدي..." ثم "الزراعة" تأتي ثانية ،أما النشاط السياحي  فلا يندرج عدا في المرتبة الثالثة وذلك بالقياس إلى حجم استفادة سكان المنطقة منه ، إذ هو  لا يستفيد منه  سكان بين الويدان الأمازيغ عدا بنسبة قليلة، بحيث أن المستفيد من الناحية السياحية ب:بين الويدان، هم أصحاب المشاريع الكبرى المشيدة بها ، أصحاب المركبات السياحية الكبرى الذين لا ينتمون إلى سكان المنطقة.. "المركب السياحى : شمس" و مركبات سياحية ضخمة أخرى  في طور البناء ،إذ أن سكان بين الويدان من الناحية السياحية لا تجدهم سوى مالكين لبعض حوانيت المواد الغذائية و المقاهي التقليدية بمكان  يدعى "السوق"،ومطاعم متوسطة المستَوَى،  و  لشقق مفروشة متواضعة  ،  يؤجرونها للأسر و العائلات والتي غالبا ما تبقى مقفلة بلا طلب عليها عدا في فصل الربيع ... فالقطاع السياحي  إذن لا يرجع بفوائده الإقتصادية على الناس القاطنين ببين الويدان "ال 11 دوار الأمازيغي"، عدا بشيء قليل مما يمكن أن تجلبه حوانيت المواد الغذائية و المقاهي و الشقق المتواضعة تلك التي تحدثنا عنها ، فيما تبقى الفوائد  الإقتصادية الكبرى تعود إلى الفنادق الكبرى " ذات الأربعة نجوم"  الذي يصل  المبيت بها ل 1000 درهم  لليلة ...  إلخ إلخ...

أمال  السائق الذي كان يتحدث طيلة الطريق من بني ملال ،بالأمازيغية  رأسه نحوي داخل عربة الأجرة، و قال وقد بدأت السيارة تتراجع سرعة سيرها : قلتَ  بين الويدان ، لقد وصلنا ، أأتوقف بك هنا أم  بعد اجتياز النفق .. ـ قلتُ مستفهما بنبرة صوتي و بوجهي وأنا لا أعرف عن أي نفق يتكلم : هل توجد هنا مساكن للكراء. كان السائق قد شرع يخفض  سرعة العربة أكثر. بعدها بلحظات أوقف السيارة في قارعة الطريق ، كان الوادي يبدو لامعا عن يميننا تحت ضياء أشعة الشمس المتوسطة سماء فاتحة الإزرقاق . تابع السائق "الكهل" كلامه من فم متساقط الأسنان و بوجه ينم عن التعاطف ممددا ذراعه بشكل مستقيم نحو حجر متفرِّقة على ناحية من منحدر جبلي مخضر على مسافة قرابة مائة متر من العربة  : ــ أرأيت تلك الحُجر ،أدرت وجهي ناحية اتجاه سبابته فلمحت غريفات جميلة نابتة بين شجيرات ..ثم عدت بوجهي إليه ..فقال لتوه : ـ هناك ستجد مساكنا جيدة للتخييم .. شكرته بامتننان ثم صفقت الباب ..إلخ إلخ ... سألتُ في "كِيست هاوس: المكان الذي بعثني له سائق الطاكسي" فلم أجد غرفا لشخص واحد .. سأخرج من هذا التجمع السياحي و سأصعد معروق الجسد  عَقَبة جد متحدرة على جانب الطريق تحت شمس قاسية الإشعاع ... إنني ألمح الآن شابا هابطا في اتجاهي المعاكس ، إنه يقترب،هو بقربي جدا الآن ، نتبادل النظرات ... نطقت : السلام عليكم .  رد : ـ  وعليكم السلام .. ميزت من لسانه الغير المستحكِم   للدارجة المغربية و سحنته أنه أوروبي .. ـ سألته مبتسما بكياسة : هل أنت فرنسي. أجاب : نعم. ثم سألته الإرشاد"استرشدته" عن مسكن للكراء لشخص واحد...إلخ إلخ ...

عموما، الكراء بمنطقة بين الويدان الأمازيغية ، يتواجد بمنطقة السوق و بالتجمعات السياحية ،على أن الأمر الذي لا يعرفه سوى القليل هو أن ، بين الويدان لم تعرف بحدة كمكان سياحي الروعة فيما يكن و بالتالي فهو من الأماكن التي يحج لها السواح من داخل المغرب و من خارجه ،إلاّ انطلاقا من الست سنوات الأخيرة ، إذ هو الأمر الذي يؤكده أبناء المنطقة بجزم لا سبيل إلى التشكيك فيه، كما أن درجة الجنوح إلى بين الويدان سياحيا ليست في فصل الربيع بالذات وإنما  فصل الصيف ،هو الوقت الذي يأتي فيه السياح أكثر إلى ، هذه الجنة المجسدة على أرض أزيلال ...إلخ إلخ...

الحديث عن بين الويدان، لا ينحصر فقط على ، الكراء بغرض التخييم و اقتصاد المنطقة، إلخ...بل يجب كذلك الكلام عن أشياء أخرى توجد بهذه المنطقة الخلابة المسرفة في التعبير عن الجمال ..إن منطقة "بين الويدان" تحتضن ممارسات ترفيهية جمة توفرها طبيعة المنطقة الجبلية، و المائية "البحيرة" و... ،الممارسات الترفيهية التي غالبا ما تجد الأوروبيين  من يمارسونها دون غيرهم،ففي بين الويدان ،ففي  بين الويدان : مغامرات التجول في الغابات ،التسلق للأعالي بِالأحجار الصلبة ،الركوب على المراكب السياحية، الجي تسكي..إلخ... التجول في قلب "الغابات" يقوده شخص  من أبناء المنطقة مع عدد محدد من السياح، هذا الشخص الذي يجب أن يكون عالما بخفاياها أي "الغابات الجبلية" و الطرق المتخللة لها ...هذا العمل يُمسي من حق أي شخص قاطن بالمنطقة تحت شروط من خلال رخصة يحصل عليها من عمالة أزيلال ..إلخ...و بالنسبة للمراكب السياحية فهي على الأنواع ،إذ توجد هناك مراكب خشبية صغيرة و أخرى هي الأخرى صغيرة ،تنفخ بالهواء "زودياك" ، يعتمدها أبناء المنطقة في جلب لقمة العيش ،بحيث يعرضون على السياح جولات على مسافة من وادي بين الويدان بمبالغ معينة...إلخ...

منطقة وادي سد "بين الويدان" بإقليم أزيلال الأمازيغي "تاشلحيت" ،جمالٌ  خاص جدا, باهرٌ أخّاذٌ يأسر العين و القلب و لب الزائر ،و وجهة  غاية اللطف والسلام والحب و السكينة و الإستمتاع بمناظر بهية  منتهى البهاء... إن منطقة بين الويدان الآسرة تنمي الخيال و تعمق الإحساس و تغذيه بالشعر وبالعاطفة ،إنها تنأى بِكَ عن هموم الحياة و  وتفاهاتها، لاسيما إذا كنت تعيش في مجتمعٍ مغربيٍ  عليل تعيس مليء بالنفاق و الكره!!، "مُجتمع وْجُوهْ الشّْرعْ!!!" ..إن منطقة وادي سد "بين الويدان" بإقليم أزيلال الأمازيغي هي تلك الجنة على الأرض، التي تعمق إنسانيتك و التي تعلمك شيئا أرقى من الوجاهة،والمنزلة السياسية و العلاقات و الإنزواء للخمارات ،و مداومة العلب الليلية، و لذة الكِبر ! ماذا إذن تعلمك ؟ وَاوْ!  التأمل في الطبيعة ! ..
Par:khaldoun mesnoui   خلدون مسناوي
Photo: farid aabid         فريد عابيد

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

كيف تم إحتلال اقليم أزيلال ونواحيه من طرف المستعمر الفرنسي سنة 1916

كيف تم إحتلال مركز أزيلال من طرف المستعمر الفرنسي سنة 1916
     لم يخرج احتلال أزيلال ونواحيه عن السياق العام الذي كان يعرفه المغرب في فترة الحماية،فقد جاءت الرغبة في احتلال هذه المنطقة منذ البدايات الأولى للاحتلال نظرا لموقعها الإستراتيجي ذو الطابع التضاريسي الوعر الذي كان أحد مراكز التوتر التي كانت تحتضن المجاهدين ضد الاحتلال والخارجين عن المخزن قبل ذلك، وبالتالي كانت المنطقة أحد البؤر التي كانت تقلق المستعمر ،فإحتلال هذا المجال سيسهل المأمورية للاحتلال المناطق المجاورة عن طريق القضاء على جيوب المقاومة به،كما سيساهم أيضا في فرض الأمن من خلال السيطرة على القبائل التي كانت تشكل تهديدا للمستعمر والتي كانت قبل ذلك تخلق مشاكل للمخزن،وقد شكل الموقع الإستراتيجي لأزيلال في بداية الاحتلال مركزا لانطلاق ورجوع الحملات العسكرية المتوجهة نحو مناطق المقاومة، فموقعه الإستراتيجي يسمح بمراقبة تحركات كل القبائل المجاورة ،وهذا ما سنراه فيما بعد،إذ كان هذا المركز  النقطة التي كانت تنطلق منها الحملات العسكرية على المناطق المجاورة،فمنه انطلقت الحملات في اتجاه أيت أمحمد وأيت بوكماز ونواحيه ،وكذا في اتجاه بين الويدان واويزغت ،ثم كذلك في اتجاه أيت عتاب، لهذا كان من الضروري السيطرة على هذا الموقع لبلوغ المناطق السالفة الذكر.
إن خضوع هذه المناطق التي كانت تقود مقاومة شرسة ضد المستعمر وعملائه كلاوى، لم يكن بيد المستعمر الفرنسي بل كان بيد كلاوى الأخوين المدني في بادئ الأمر والتهامي فيما بعد اللذان أنهكا القبائل والمجاهدين في المواجهات التي كانت تدور بين الطرفين،خصوصا وأن كلاوى وجنودهم كانوا متمرسين في القتال في المناطق الوعرة التضاريس عكس الفرنسيين الذين كانوا في غالب الأحيان يعملون فقط على تسيير الحملات أو استعمال الأسلحة المتطورة كالمدافع، في المناطق التي بالإمكان أن تصل إليها عندما تكون المعارك ضارية ،وعندما تكون الكفة في ساحة المعركة مائلة لصالح المقاومين على حساب كلاوى.
لعب كلاوى دورا مهما في قهر المجاهدين أما الجيش الفرنسي فيمكن اعتباره جيش مساندة فقط ،إن الجيش الحقيقي الذي قاد المعارك هو جيش كلاوى ،إذن فكلاوى لعبوا دورا مهما في احتلال المنطقة.
لقد جاء التوجه إلى مركز أزيلال من طرف الفرقة المتنقلة لمراكش و حركات المدني الكلاوي والقائد صالح أوراغ وعبد الله أوشطو ،بعد أن تم ضبط الأمور في تنانت ،وقد كان التوجه إلى أزيلال يؤم 27أكتوبر سنة 1916،كانت هذه الحملة بقيادة الجنرال دولاموط وتتكون من 1340فرنسي و1181جزائريا وسنغاليا و1972جنديا مغربيا ،و7000جندي  [1]وقد واجهت في طريقها إلى أزيلال مقاومة شرسة ،ولعل ما يبرز هذا هو معركة إمي نزمايز ،التي تكبد فيها المستعمر خسائر فادحة،فلولا استعماله للمدافع لما خرج منتصرا من هذه المعركة .[2]
وفي يوم 30أكتوبر 1916وبعد قهر المقاومة من طرف المستعمر بمدافعه المتطورة وجيش كلاوي المتمرس في القتال بالمناطق الوعرة، دخلت الفرقة المتنقلة لمراكش إلى خميس أيت مساض فبدأت في تأسيس مكتب أزيلال،خلال هذا الدخول اختار المدني الكلاوي الذي شارك في هذه الحملة بشكل فعال أن يرابط بمحلته فوق ربوة تعرف بتامرزوقت ،ومحلة الكلاوي كانت تقع في هذا المكان ميمنة أما المحلة المشتركة بين القائد أوراغ وأشطو تقع ميسرة ،أما المحلة التي يترأسها الضابط الفرنسي فقد كانت مرابطة على مستوى مركز أزيلال.[3]
الملاحظ لهذا التوزيع للمواقع سيجد أن محلة الكلاوي والقائدين أوشطو وأوراغ من خلال مواقعها كان دورها هو حماية المحلة الفرنسية المرابطة بالمركز، فموقع تامرزوقت يسمح بمراقبة كل مجال مركز أزيلال كما يسمح بمراقبة الطرق الأتية من أيت أمحمد والتي يمكن أن تأتي عبرها فرق المقاومة التي كان يترأسها شيخ الزاوية الحنصالية سيدي أمحا أحنصال،والطرق الأتية من نواحي أيت عتاب والتي يمكن أن تطرقها قبائل أيت بوزيد وأيت عتاب،وكذا يسمح بمراقبة مجال أكوديد الذي كانت ترابط فيه قبائل أيت أكوديد،وبالتالي كان من المفروض مراقبة هذه المواقع،ولهذا لعب الباشا المدني الكلاوي دورا مهما في مراقبة تحركات هذه القبائل فقد كانت محلته تحمي المحلة الفرنسية ،لقد لعب من خلال موقعه دورا مهما في رد المقاومين الذين كانوا يهجمون على المحلات ليلا بشكل فجائي .
وهنا يقول الحاج أحمد نجيب الدمناتي في حادثة وقعت لما هاجم المجاهدون محلة الكلاوي"...نزل من علا فرسه (الحاج المدني الكلاوي)وأخرج بندقيته يضرب بها الفساد ،لولا نهاه الضابط الفرنسي خوفا عليه من القتل أو الأسر ،لأنه كان يقدر ماله من مكانة ونفوذ في عمليات تطويع قبائل تلك الجهة ."
[4]إذن يتبين من خلال هذا الكلام ،أن مكانة الحاج المدني الكلاوي كانت كبيرة لدى الفرنسيين ،فقوته ودعمه لهم سيساعدهم في إخضاع جميع قبائل المنطقة وبالتالي لا يجب التفريط في رجل بيديه مفتاح السيطرة على مختلف مناطق أزيلال .
وفي إطار القوة التي كان يتميز بها الكلاوي يقول كوستاف بابان "إنه محارب عظيم ،وقائد حركات ،وضع منذ 1912كفاءاته في خدمة فرنسا "[5] من خلال هذا الكلام كذلك تتبين لنا القيمة المضافة للحملات الفرنسية التي كان يشارك فيها كلاوى ،بمعنى أن هؤلاء ساهموا بشكل كبير في استكمال احتلال المغرب منذ بدية الحماية سنة 1912،وكما ذكرنا سابقا فأزيلال لم تخرج عن السياق العام لاحتلال المغرب،وبذلك فكلاوى لعبوا دورا مهما في إحتلال الجزء مهم من المغرب ومنه منطقة أزيلال.
  بعد أن تم القضاء على جيوب المقاومة في مركز أزيلال ،نهج المدني الكلاوي سياسة خطيرة وهي سياسة الاستقطاب وخصوصا استقطاب عناصر كان لها ثقلها داخل القبائل التي تنتمي إليها ،وذلك نظرا لفطنة الكلاوي إلى كون استقطاب هذه العناصر سيجعله قادرا على استمالة القبائل التي ينتمون إليها لصالح كلاوى ولصالح المستعمر،وهذا نظرا لوزن هؤلاء داخل قبائلهم ،فأغلبهم كانوا من شيوخ القبائل وشيوخ الزوايا، وهنا كان هذا الأخير يعمل على استضافة هؤلاء لتناول الشاي والحلوى وكان يقدم لهم الهدايا المالية  .[6]
ومن بعض تمضهرات هذه السياسة يقول الشيخ أحمد نجيب الدمناتي "...جاء ذلك الشيخ عند الفقيه (شيخ من أيت مصاد) ومعه كبش وبهيمة محمولة بالزرع،ومعه من أصحابه رجلان ،فأدخلهم الفقيه إلى قبته ،وشرب معهم الإتاي،في كؤوس من الطاوس ،وأعطاهم القريشلات والغريبة .ولما شربوا وأرادوا الذهاب لحالهم،دفع لكل واحد منهم حفنة من القريشلات وحفنة من الغريبة،وفي الغد أتى الشيخ بكبشين للمؤنة ،وبهيمتين من الزرع للعلف،ومعه ستة من الرجال الأعيان ،فأدخلهم الفقيه إلى قبته كعادته ،فقدم لهم صينية مفضضة وكؤوس الطاوس ،فإستأنسوا بحديثه،وعند الافتراق زودهم بالقريشلات والغريبة أيضا،وبعد يوم جاؤوا له بثلاثة أكباش ،وثلاثة أحمال من الزرع ففعل معهم البرور والإكرام والفرح ما هو معهود ولكنهم جاؤا بخمسة عشر رجلا،حتى ملئوا القبة ،وبعد هذا استقر الحال ،وصاروا يقدمون في كل يوم مئونة ستة أكباش وستة أحمال من الزرع للعلف..."[7].
وقد حدث كذلك في نفس السياق حدث حاول فيه المدني الكلاوي استقطاب شيخ الزاوية الحنصالية آنذاك سيدي محى أحنصال الذي كان في بداية الأمر مجاهدا عنيدا كان يعرقل مخططات الكلاوي الرامية إلى احتلال أيت أمحمد ومناطق أيت بوكماز وزاوية أحنصال والمناطق الأخرى،وهنا وفي هذا الصدد يقول كذلك الحاج أحمد نجيب الدمناتي  "...وهناك جاءه رجل أسود يزعم أنه عبد المرابط الحنصالي سيدي محى،فاختلى بالفقيه السيد المدني وقال،إنني وصيف للمرابط سيدي محى ،هو يسلم عليك ويشاورك على هذا الأمر ،فأجابه الفقيه قائلا :سلم على المرابط وقل له:إن النصارى لا يمنعون أحدا من دينه ،ولا يظلمونه في دينه ودنياه ،فلتتقدم على بركة الله ،فإنك لا ترى إلا ما يسرك ،فإن كنت في رتبة ،فستزداد رتبتك،فزوده الفقيه بمائة ريال،صلة منه للمرابط،طالبا منه الدعاء الصالح،ودفع للعبد بدوره عشرين ريالا فضة أيضا..."[8].
من خلال هذه الإشارات يتبين أن الكلاوي اعتمد سياسة خطيرة كان لها وقعها في نفس الساكنة ،وهي التركيز على استقطاب الزعامات التي كان صوتها مسموعا داخل قبائلها ،والتي كان لها ثقلها في مجتمعها ،فقد ركز على شيوخ القبائل وشيوخ الزوايا فهؤلاء كما هو معروف في ثقافة المغاربة كلامهم مسموع ورأيهم مأخوذ به،وبالتالي سيلعب هؤلاء دورا مهما في استمالة قبائلهم لصالح حليفهم الجديد،بل أكثر من ذلك ستشارك بعض القبائل من أزيلال إلى جانب الكلاوي والمستعمر في احتلال بعض المناطق المحيطة بأزيلال .
فقد شارك مثلا أيت أتفركال في الحملة على أيت أمحمد[9]، إذن من هنا فالكلاوي من خلال سياسته لعب دورا مهما في بسط يد المستعمر على أزيلال وفي اكتساب حلفاء جدد لعبوا أدوارا مهمة من خلال مشاركاتهم في الحملات العسكرية التي كان يقودها المحتل بمساعدة الكلاوي والتي أسفرت عن إخضاع مجموعة من المناطق داخل هذا المجال.
وبعد فرض السيطرة على مركز أزيلال قرر المستعمر التوجه نحو إخضاع مناطق أخرى، ففي يوم 24 نونبر 1916 توجهت الفرقة المتنقلة لمراكش ،وكان قوامها 12فرقة ووحدتين جويتين تدعمهما حركات المدني الكلاوي وصالح أوراغ وعبد الله أوشطو وبعض المساندين من أيت مساض،نحو الشرق حيت بلغت الحملة قمة جبل أيت أوكوديد ،فأحرقت القصبات على رؤوس أصحابها ، وبلغت المرتفعات المشرفة على واوزغت والحوض الأعلى لواد العبيد ،ثم عادة إلى خميس أيت مساض أي مركز أزيلال ،وقد لعب الكلاوي  دورا مهما في هذه الحملة ، التي كان الهذف من هذه الحملة هو محاولة القضاء على جيوب المقاومة في أكوديد فقد كانت قبائل أيت أكوديد تقود مقاومة شرسة ضد المحتل ،إذ كان المجاهدون من أيت أكوديد يهاجمون باستمرار مركز أزيلال ولهذا جاءت هذه الحملة للقضاء عليهم لكنها فشلت لأن مقاومة أيت أكوديد استمرت بعد ذلك لسنوات. [10]
[1] العربي عيسى،مقاومة سكان إقليم أزيلال للإحتلال الفرنسي في مرحلة غزو المغرب مابين 1912و1933ج1،مطبعة عين أسردون الطبعة الأولى،ص197.
[2] نفسه نفس الصفحة.
[3] الحاج الدمناتي أحمد نجيب ،القول الجامع في تاريخ دمنات وما وقع فيها من الوقائع ،ضبط النص أحمد بن محمد عمالك،الطبعة ووالوراقة الوطنية ،مراكش،2012ص73.
[4] نفسه،نفس الصفحة.
[5] بابان كوستاف ،الباشا الكلاوي ،الأسطورة والحقيقة في حياة باشا مراكش ،ترجمة عبد الرحيم حزل،مطبعة أفريقيا الشرق،بيروث ،لبنان 1999،ص91.
[6] الحاج الدمناتي أحمد نجيب المرجع السابق ص52.
[7] نفسه الصفحة،74،75.
[8] نفسه،الصفحة،76.
[9] العربي عيسى المرجع السابق،ص203.
[10]  نفسه، ص198.

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت : Farid Aabid دراسة حول واويزغت من إنجاز: هشام بويزكارن. ماستر التاريخ والتراث الجهوي مقدمة: تهدف...