أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 فبراير 2015

احتلال واويزغت

المعارك السابقة لاحتلال واويزغت من واجهتي مراكش و تادلة:

لم تتوجه قوات الاحتلال مباشرة إلى واويزغت بالرغم من أن هدفها الأول هو احتلال هذا الموقع سواء تعلق الأمر بالفرقة المتنقلة لمراكش أو بالفرقة المتنقلة لتادلة.و سأتناول في ما يلي بنوع من الإيجاز الموجهات و المعارك التي خاضتها كل فرقة من الفرقتين في طريقهما إلى واويزغت.

- الفرقة المتنقلة لمراكش:

قبل خوض المعركة الرئيسية و الرامية إلى احتلال واويزغت، وجهت الفرقة المتنقلة لمراكش بقيادة الكولونيل "نوجيس" جهدها إلى صرف اهتمام القبائل الخاضعة لنفوذ سيدي محا الحنصالي حتى لا تشارك في معارك احتلال واويزغت. و هكذا فقد اجتمعت حركة الباشا الكلاوي يوم 25 غشت 1922 في دمنات. و ابتداء من 28 غشت 1922 انتقلت إلى بلاد آيت بوكماز حيث تمركزت، و قوامها 8000 رجل و 6 مدافع من نوع 80 الخاصة بالجبال، بكل من آيت بوكماز الغربيين الخاضعين (المنحدر الشمالي للاطلس الكبير) و آيت أوسيسكيس(المنحدر الجنوبي) إلى تيزي نلعز حيث تجمعت، و تمت هذه القفزة الاولى بمراعاة عدم تأخير العملية الرئيسية في واويزغت، ثم قامت بغارة على واسم سوق و على زاوية احنصال، لتتوجه على الفور عبر آيت امحمد مرورا بتيزي نتيرغيست للالتقاء مع فرقة مراكش التي كانت تعمل بوادي برناط. و في 29 غشت 1922 تجمعت الفرقة المتنقلة لمراكش في تيسليت على بعد 10 كيلومترات غرب أزيلال بالقرب من أحد منابع المياه الرائعة. و خلال هذه العمليات كانت هذه الفرقة تتمون من أزيلال. و في فاتح شتنبر 1922 غادرت الفرقة المتنقلة لمراكش على الساعة 6 صباحا معسكر تيسليت في اتجاه وادي برناط حيث كون سيدي محا الحنصالي منذ بضعة أيام حركة تضم فرقا من آيت بويكنيفن و آيت عبدي و آيت أوكديد و التي كانت في حالة انتظار بايكلي ن اللبن. وأثناء تحركها كانت هذه الفرقة مدعمة من اليسلر بحركة آيت أوتفركل، و من اليمين بحركة هنتيفة. و كان الخط الذي سلكته الفرقة هو معسكر تيسليت – أغبالو نومردين – غابة تامكنت – أغبالو نسكويد – تيزي نوسناس – بويحي. و عبر هذا المسار واجهت قوات الاحتلال المقاومة الأولى و خاصة حركة هنتيفة و حركة أوتفركل. و قد استولت على برناط و قصور بويحي، و خيمت في المرتفعات المشرفة على القصور بعد ظهر فاتح شتنبر 1922، و في هذا الموقع تعرضت لهجوم العديد من المجاهدين من الفرسان و المشاة، و دامت المعركة ساعة واحدة اضطر المجاهدون على إثرها إلى الانسحاب صوب وادي وابزازا. و قد اجتمعت كل الوحدات بتلك المرتفعات باستثناء وحدة المدفعية 75 التي بقيت بضفتي وادي برناط في انتظار إعداد مسلك لتنقلها و قد غادر السكان مساكنهم بقطعانهم في اتجاه فجاج وادي وابزازا باقتراح من سيدي محا الحنصالي. و شُرع في أشغال المسلك الرابط بين بويحي و أزيلال عبر تيسة. و كان من المقرر أن تلتحق حركة الباشا التهامي الكلاوي بالفرقة في بويحي، إلا أن المقاومة التي واحهت بها قبيلة آيت بوكماز، و فشله في الالتقاء بحركة آيت عطا الصحراء عبر ممر ايزوغار قد حال دون تجاوزه لتالموضعت،فأمره الجنرال Daugan بان يفك الحصار عنه و لو باللجوء إلى عقد فترة هدنة حتى يلتحق بالفرقة المتنقلة لمراكش في بويحي بأسرع وقت ممكن ، و في كل ذلك دليل على الهزيمة التي تكبدها الباشا التهامي الكلاوي في هذه المنطقة، ولا غرابة في ذلك لأن ابن أخيه عبد المالك الكلاوي على يد رجالها لقي حتفه، و حتى أخيه المدني الكلاوي توفي على اثر الصدمة التي اصابته من جراء قتل ابنه المفضل. وفي 13 شتنبر 1922 أعطى الجنرال قائد مجموعة العمليات الأمر بتنفيذ عملية التطهير في منطقة وادي وابزازا تفاديا لأي تهديد قد يتعرض له مكتب بويحي. و من أجل تحقيق هذا الهدف غادرت فرقة تتكون من 3 كتيبات و وحدتين للكوم و وحدتين للفرسان و وحدة مدفعية 75 و 3 حركات مساندة للمعسكر يوم 13 شتنبر 1922 على الساعة 10 و 20 دقيقة صباحا صوب وابزازا، و قد دارت بين الطرفين معارك عنيفة اضطرت قوات الاحتلال خلالها لأن تستنجد بالقوات التي بقية في بويحي و بالطائرات التي قصفت وهاد وابزازا. و في الساعة الثانية بعد الزوال اضطرت قوات الاحتلال للتراجع الذي تم بصعوبة كبيرة. و حوالي الساعة الرابعة بعد الزوال التحقت كل قوات الفرقة المتنقلة لمراكش بمعسكر بويحي.

و في يوم 14 شتنبر 1922 توجهت الفرقة المتنقلة لمراكش إلى أزيلال تاركة في بويحي وحدة تتكون من فرقة الكوم و سرية من اللفيفي الأجنبي و فصيلة مدفعية 75 و مدفعين رشاشين و محطة للاتصالات اللاسلكية و وحدة صحية متنقلة على رأسها طبيب. و بالنظر إلى أنه لا توجد بين حوض وادي العبيد و أزيلال سوى نقطة واحدة لتزويد الفرقة المتنقلة لمراكش بالماء، و توجد في موقع بوصالح في بلاد آيت عتاب قامت الفرقة المتنقلة لمراكش يوم 18 شتنبر 1922 بأول قفزة بعد ازيلال إلى هذه النقطة حيث أحدثت قاعدة متقدمة بعد أزيلال إلى آيت بوزيد غير الخاضعين، و قادتها القفزة الثانية إلى القفزة الثانية إلى بين الويدان، و في 20 شتنبر 1922 قامت هذه الفرقة المتنقلة مدعمة بخمس حركات بمهاجمة المواقع المشرفة على بوصالح في اتجاه بين الويدان عبر مرتفعات واوسني و أمام الكثير من القصور . و بعد مواجهات عنيفة و صلت الفرقة المتنقلة لمراكش في الساعة الثانية بعد الزوال إلى مرتفعات إغير نيفري حيث تظهر واويزغت أو ما كانت تسميه التقارير الفرنسية " الأرض الموعودة" و المكان عبارة عن حوض مترامي الأطراف منغلق من الشرق برأس بو إخفاون، و من الشمال بكتلة جبل غنيم، و من الجنوب بالأسوار الداكنة لجبل عبادين، و على اليمين ينفذ إلى الحوض من بو إخفاون واد العبيد، و على اليسار ثلاث بقع سوداء تتوسطها عن بعد صومعة بيضاء، إنها واويزغت و حقول الزيتون و ضريح سيدي امحند أومحند. و قد خيمت الفرقة في بين الويدان عند ملتقى وادي أحنصال و وادي العبيد الذي وصلت إليه العناصر الأولى في الساعة تاخامسة مساءا. و بموازاة الصعوبات التي واجهتها الفرقة المتنقلة لمراكش في طريقها غلى بين الويدان واجهت حركة التهامي الكلاوي صعوبات جمة في التنقل بين أزيلال و آيت أوكديد في اتجاه أساكا، ثم بين الويدان لأمام عبر وادي أسمسيل، الشيء الذي اضطر معه أحيانا إلى العودة إلى أزيلال أمام المتاعب التي خلقها له مجاهدو آيت آوكديد و آيتا محمد الذين هبوا لنجدة إخوانهم آيت بوزيد. وقد تكبد الطرفان خلال المواجهات التي تخللت هذه التنقلات خسائر مادية و بشرية جسيمة سأعطي فكرة عنها لاحقا.

و لخص التقرير الذي أنجزته سلطات الحماية عن شهر شتنبر 1922 العمليات التي قامت بها الفرقة المتنقلة لمراكش خلال الفترة من فاتح إلى 25 شتنبر 1922 كالتي: في فاتح شتنبر 1922 غادرت الفرقة المتنقلة لمراكش معسكر تيسليت في اتجاه وادي برناط حيث كون سيدي محا الحنصالي منذ بضعة أيام حركة تتكون من جميع فرق آيت امحمد المدعمة ببعض المئات من المجاهدين من آيت بويكنيفن و آيت عبدي في الوقت الذي يوجد فيه آيت أوكديد و آيت مازيغ في حالة مراقبة إلى جانب إيكلي ن اللبن. فتقدمت الفرقة المتنقلة تباعا مدعمة من اليمين بحركات هنتيفة، و من اليسار بحركة آيت أوتفركل في اتجاخ سوق بويحي المركز السياسي و الاقتصادي لقبيلة آيت محمد. و كان العدو ( أي المجاهدون) شرسا على المرتفعات المحيطة بالضفة اليسرى لوادي برناط، إلا أنه تم التصدي له بواسطة حركات هنتيفة. و في الساعة الرابعة مساء كان المجاهدون قد انسحبوا من الموقع، فاحتلت قوات الاحتلال قصور بويحي و المرتفعات المشرفة عليها نحو الشمال، و على اليسار كان رد فعل المجاهدين ضعيفا بإيكلي ن اللبن. و في 2 شتنبر 1922 شرع في بناء مكتب بويحي الذي حدد موقعه قائد الفرقة المتنقلة لمراكش مرحلة بين تنانت و واويزغت وذلك بشكل مواز مع المسلك الرابط بين بويحي و أزيلال عبر هضبة تيسة.و بعد المواجهات التي تمت بوادي برناط تراجع المجاهدون من قبيلة آيتا محمد مع قطعانهم و أموالهم إلى المضايق العميقة لوادي وابزازا، ومن هناك انطلقت عدة مجموعات في اتجاه معسكر قوات الاحتلال التي تكبدها خسائر مهمة في الرجال و الحيوانات. و للثأر من هؤلاء المجاهدين لجأت قوات الاحتلال إلى الطيران الذي قنبل قصور وابزازا و أودية أقا نتيريرت حيث تجمعت قطعان آيت امحمد، و نتيجة لذلك أوقف المجاهدون هجوماتهم الليلية ابتداء من يوم 8 شتنبر 1922 ، إلا أنهم تمكنوا من إسقاط طائرة مقنبلة في وادي وابزازا. و في 11 شتنبر 1922 قام مساندو قوات الاحتلال بخرجة لطرد مجموعة من المجاهدين الذين لم تعد تفصلهم عن المكتب سوى ثلاث كيلومترات.

و في يوم 13 شتنبر 1922 قمات فرقة تتكون من ثلاث كتائب و وحدتين للكوم، و فرقتين اثنتين للفرسان و وحدة جبلية و ثلاث حركات مساندة بتنفيذ عمليات لها في عش المقاومة بوابزازا حيث تمركزت حركة المجاهدين، و بعد أن استولت الفرقة على خنادق المجاهدين صعدت نحو الضفة اليسرى لوادي وابزازا إلى ملتقاه مع أقا نتامدا حيث و جدت مقاومة عنيفة و شرسة، و قد تكبد الطرفان خسائر بشرية و مادية مهمة قي هذه المواجهات، و بمجرد إنهاء سور المكتب و المسلك المؤدي من بويحي إلى أزيلال توجهت الفرقة المتنقلة ابتداء من يوم 14 شتنبر 1922 إلى أزيلال على مراحل بعد أن تركت في عين المكان وحدة تتكون من فرقة للفيف و الكوم الرابع عشر وفصيلة مدفعية من نوع 75 و مركز للاتصالات اللاسلكية، و ابتداء من يوم 16 شتنبر 1922 كونت عناصر مختلف المصالح و مائة من رجال طابور تلوات حامية مؤقتة لمكتب بويحي تحت قيادة رئيس الكتيبة Pascal. و تجمع ما تبقى من الفرقة المتنقلة في أزيلال من أجل تنفيذ العملية الرئيسية في واويزغت. و في 14 شتنبر 1922 التحقت بالفرقة المتنقلة في بويحي حركة الباشا التهامي الكلاوي القادمة من آيت بوكماز حيث واجه الكلاويون يومي 4-6 شتنبر 1922 معارك طاحنة كان فيها مجاهدو آيت بوكماز و مساندوهم أوفر عدد و أفضل تسليحا فضلا عن معاناة الحركة الكلاوية من وعورة المكان،و قد تكبد الطرفان خسائر مادية و بشرية فادحة. و وصل الباشا التهامي الكلاوي إلى بويحي عن طريق تيزي نتيغرا بعد أن ترك بعض عناصر حركته في آيت بوكماز في مواجهة المجاهدين.

و قبل مغادرة بويحي شرع الباشا التهامي الكلاوي في المحاداثات مع موحى وداود الشيخ الجديد لآيت بويكنيفن الذي زاره في معسكره. و خلال جولته في المنطقة حصل الباشا التهامي الكلاوي على استسلام أهل الرباط و إيباقليون و أهل سرمت أي ما مجموعه حوالي ثلاثين أسرة.

و في يوم 20 شتنبر 1922 غادرت الفرقة المتنقلة لمراكش بوصالح من بلاد آيت عتاب في اتجاه بين الويدان تنفيذا للبرنامج المقرر للسير نحو واويزغت. و في أول قفزة لها قامت الفرقة المتنقلة لمراكش المدعمة من طرف الحركات المساندة بالاستيلاء على مرتفعات إنكرض التي كان المجاهدون يتحصنون بقصورها، ثم واصلت تحركها بعد ذلك بنوع من البطء بعد تطهير المرتفعات الغابوية التي تشرف عليها العديد من القصبات، وفي الساعة الثانية بعد الزوال من يوم 20 شتنبر 1922 وجدت قوات الاحتلال، و بعد توقف هجمات المجاهدين، صعوبات كبيرة ميدانية. و في ليلة نفس اليوم لم تتمكن العناصرة الأخيرة من القافلة و فرقة المدفعية من نوع 75 من الالتحاق بمعسكر بين الويدان، وبقيت عند ملتقى أقا نآيت علوي و أقا أسمسيل تحت حماية كتيبة عسكرية و مع ذلك فإن هذا اليوم لم يخل من مواجهات بين مجاهدي المنطقة و قوات الاحتلال. و على اليسار سارت الفرقة المتنقلة مدعمة بمدفعين من عيار 75 بموقع إغرم نحسان الذي كان يقنبل قصور واد العبيد، و على اليمين قام الباشا التهامي الكلاوي بغارة على آيت أوكديد و اتخذ من المرتفعات موقعا، إلا أنه لم يجد المكان الملائم لقضاء الليلة بسبب المقاومة الشديدة التي لقيها من المجاهدين، فعاد مساء نفس اليوم أي 20 شتنبر إلى أزيلال بعد أن خلفت حركته العديد من القتلى. و ابتداء من هذا اليوم نزلت الفرقة المتنقلة لمراكش في بين الويدان لتهيئة خط الاتصال بين أزيلال و بوصالحو القيام بالعمل السياسي اللازم للوصول إلى تهدئة سكان القبائل الخلفية و في يوم 25 شتنبر 1922 تقدمت 350 عائلة من 500 عائلة من تجمع آيت حمزة (آيت بوزيد الضفة اليسرى لوادي العبيد) للإعلان عن استسلامها، في الوقت الذي تجري فيه محادثات مع المشيخات الآخرى.

و خلال هذه الفترة كان مكتب بويحي يقوم بدوره كاملا في حماية الجانب الأيمن لقوات الاحتلال. و في يوم 17 شتنبر 1922 تلقى ضربة قاسية من المجاهدين الذين لم تعد تفصلهم عن سور المكتب سوى مائة متر، كما تعرض هذا المكتب لهجومات لاحقة أقل عنفا.

- الفرقة المتنقلة لتادلة:

في مستهل شهر شتنبر 1922 غادرت الفرقة المتنقلة لتادلة بقيادة الكولونيل "فرايد نبرغ"قصبة تادلة، و في يوم 3 شتنبر 1922 تجمعت في سيدي يحي، وفي ليلة 3-4 شتنبر 1922 تم احتلال أهم قصرين في تيموليلت بدون مقاومة تذكر نتيجة للخدمة السياسية التي قام بها الكوموندان Tarrit و الباشا بوجمعة المسفيوي لأعيان المنطقة. و صباح يوم 4 شتنبر 1922 كانت كل الفرقة المتنقلة لتادلة في تيموليلت. و في اليوم الموالي توجه المساندون إلى مرتفعات تيموليلت و إفرغس حيثعانوا الأمرين من جراء صعوبة المجال المكسو بنبات الفربيون (الزقوم) بالإضافة إلى انتشار الضباب، و تم على الفور بناء مكتب في تيموليلت و حصن في راس إفرغس يوم 8 شتنبر 1922. و من إفرغس انطلق الهجوم نحو مرتفعات تاكنزة، فكانت المواجهات عنيفة، و معاناة قوات الاحتلال و مسانديها أكثر، و من مظاهر ذلك أن الماء كان يوزع عليهم بالحصص لأن العين القريبة من المعسكر، عين اسوكا كانت نيران المجاهدين تمنعهم من الوصول إليها، و كان يجب الذهاب إلى نواحي تيموليلت لجلب الماء أي على مسافة 8 كلم كلها منطقة جبيلية. و تم احتلال تاكنزة يوم 9 شتنبر 1922 بالرغم من المقاومة الشديدة التي أبداها آيت عطا نومالو المدعمين من طرف آيت سخمان و آيت أوكديد و آيت مازيغ و آيت إصحا و عددهم 2000 بندقية ذات الطلقات السريعة و التي يحملها رماة ماهرون حسب تعبير الفرنسيين في تقاريرهم عن هذه المعارك التي كان يترأس مجاهدي آيت عطا نومالو فيها المجاهد محند وعلال، و التي تكبد فيها الطرفان خسائر بشرية و مادية مهمة.

و بعد ذلك واجهت قوات الاحتلال صعوبات كبيرة لنقل مدافعها من تاكنزة إلى جبل غنيم المحطة المقبلة المستهدفة من طرف الفرقة المتنقلة لتادلة، الشيء الذي تطلب منها وقتها. و في يوم 15 شتنبر 1922 تسلقت المدافع من نوع 75 و 95 مرتفعات تاكنزة. و أثناء تواجد الفرقة المتنقلة لتادلة في تاكنزة استغاثت قبيلة آيت عطا نومالو بحلفائها من آيت ويرة و آيت سخمان و آيت سعيد، و عبد المالك و لد سي الطيبي و آيت إصحا و آيت مازيغ، و تلقت السلاح و الذخيرة من تافيلالت و قدرت سلطات الاحتلال إمكانيات المجاهدين في هذه المرحلة من بين 2500 و 3000 بندقية. و دارت في جبل غنيم معارك عنيفة يومي 13 و 14 و ليلة 16-17 شتنبر 1922 تكبدت فيها قوات الاحتلال خسائر كبيرة، و قد حسمت قوات الاحتلال هذه المعركة لصالحها باستعمالها الطيران بشكل مكثف يوم 17 شتنبر 1922. و شارك إلى جانب الفرقة المتنقلة لتادلة في معارك جبل غنيم مساندو وادي زم تدعمهم و حدة من السبايس الجزائريين في الجانب الأيسر للفرقة بمساعدة فرقة مدفعية، و مساندو تيموليلت على اليمين و الذين واجهوا آيت بوزيد لمنعهم من دعم آيت عطا نومالو، في حين أن مساندي آيت عتاب المدعمين بمساندي تيزكي هاجموا آيت أولغوم، و كان المشاة في الطليعة يدعمون مساندي بني ملال و الفرسان و رجال الكوم. وفي يوم 24 شتنبر 1922 استسلم كل سكان آيت بوزيد الجبل. و في يوم 18 شتنبر 1922 تم بناء حصنين لحراسة تيزي غنيم، في الوقت الذي توبعت فيه أشغال المسلك الرابط بين قصبة تادلة و واويزغت، و إعداد المسلك الخاص بالمدفعية في إطار التحضير للهجوم على واويزغت. و في يوم 25 شتنبر 1922 كانت الفرقتان المتنقلتان لمراكش و تادلة على استعداد للهجوم على واويزغت.

المصدر: كتاب مقاومة سكان إقليم أزيلال للاحتلال الفرنسي في مرحلة غزو المغرب ما بين سنوات 1012م - 1933م -- الجزء الثاني لمؤلفه المرحوم الأستاذ عيسى العربي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت : Farid Aabid دراسة حول واويزغت من إنجاز: هشام بويزكارن. ماستر التاريخ والتراث الجهوي مقدمة: تهدف...