بين الويدان» منتجع سياحي حيث الماء والخضرة والمنظر الجميل
منطقة ''بين الويدان'' (أرشيف)
خلف بوابة بني ملال، توجد تحفة فنية ورواية مثيرة تحكي عن الماء والخضرة والجمال، هي منطقة تستقبل الزوار صيفا وشتاء، جوها اللطيف ومناظرها الخلابة وهدوءها، جميعها تعد مميزات تغري الزوار لقضاء وقت ممتع في أحضان الطبيعة بعيدا عن كل مسببات التوتر والقلق.
بين الويدان، بحيرة تقبع في قلب الأطلس المتوسط، وجوهرة يسطع بريق مياهها من قريب وبعيد، تمتد على مساحة أكثر من 20 كيلومترا، وتتخللها غابات معظمها من أشجار البلوط والعرعار.
يقصدها الزوار من الشمال والجنوب بهدف نيل قسط من الراحة أو لممارسة بعض الهوايات كالغطس والصيد والمشي في قمم الجبال وركوب الدراجات المائية والمراكب، وكونها منطقة بهذا الجمال استطاعت لفت انتباه العديد من المستثمرين الأجانب الذين بدؤوا يقبلون على شراء هكتارات من الأراضي المجاورة للبحيرة والمنطقة عموما من أجل إنشاء مشاريع سياحية، وهو ما سيؤدي إلى ارتفاع سعر الأراضي بشكل مضاعف، حسب توقعات سكان المنطقة.
على الرغم من كون الطريق صعبة ووعرة بسبب كثرة المنعرجات فيها، إلا أنها تبدو ممتعة، إذ تطل على مساحات خضراء ذات أشكال هندسية مختلفة.
وقال محمد العلوي الذي زار المنطقة مسبقا: "إن الوصول إلى البحيرة يعتبر مغامرة في حد ذاتها لأنها عبارة عن مرتفعات ومنخفضات ضيقة، لذلك على السائق أخذ الحيطة والحذر، أما البحيرة فهي عالم خاص تتميز بالهدوء والسكينة". وقالت مريم بنجلون: "لم أكن أعلم عن وجود البحيرة إلا بالصدفة، حيث كنت أنا وزوجي في طرق العودة إلى مدينة الرباط بعد قضاء أيام عديدة في شلالات الأوزود، لم نتمكن من قضاء وقت طويل إذ لم نتجاوز ساعة من الزمن لاستمتاع بالمنظر الجميل بسبب طول مسافة الرحلة التي كانت تنتظرنا". وذهبت تزيد في قولها: "الحقيقة أنه مكان يستحق الزيارة مرة أخرى، وقد قررنا أنا وزوجي كراء منزل يطل على البحيرة في رحلتنا المقبلة".
يتردد على البحيرة شباب المنطقة أحيانا للعمل أو للصيد، وأحيانا أخرى لتمضية الوقت مع الأصدقاء، كما تذهب بعض العائلات القاطنة مؤقتا بالجوار إلى البحيرة من أجل الاستمتاع بوجبة غذاء أمام زرقة المياه التي تظهر على سطحها بعض أسماك الزينة المختلفة الألوان، وكذلك للتجول عبر المراكب التي تقوم بجولات حول البحيرة حاملة عشرات السياح المغاربة والأجانب.
منظر البحيرة من بعيد يجعلك تتنفس الصعداء لتتأمل بهدوء لوحة فنية تجمع بين الجبال والزرقة وبعض المنازل التقليدية المتناثرة هنا وهناك، أما مشاهدتها عن قرب فهذا إحساس آخر يختلف من شخص لآخر.
صمم "سد بين الويدان" المهندس "أندريه كوين" عام 1950 على واد العبيد، حيث بني بطريقة رفيعة جدا على شكل قوس، ولكن لم يبدأ استغلاله إلا بعد ثلاث سنوات من إنشائه، ويصل علوه إلى 132 مترا وعرضه إلى 290 مترا. ويعد أعلى سد في أفريقيا ومن أكبر السدود من حيث إنتاج الطاقة الكهربائية، ويعد أيضا من أهم المنشآت المائية التي تتوفر عليها جهة تادلة أزيلال، حيث تقدر مساحته بـ1300 مليون متر مربع، كما يتوفر السد في أسفله على معمل لتوليد الطاقة يقدر إنتاجه السنوي بـ200 مليون كيلووات، وتبرز أهمية الأراضي السقوية في كونها تشكل أربعين في المائة من مجموع المساحة الصالحة للزراعة في إقليم بني ملال، إذ يسقي حوالي 70.000 ألف هكتار.
تبعد البحيرة عن مدينة أزيلال بنحو 30 كيلومترا وعن مدينة بني ملال بـ45 كيلومترا، وعلى مقربة منها يوجد نهر "أساكا" الذي تشكل البحيرة منبعه الأصلي، ويعرف بث0روة سمكية لا بأس بها تتضمن العديد من الأسماك، حيث يحتوي على عدد كبير من الأنواع كسمك "الشبوط" وسمكة "جاحظ" اللتين يصل وزنهما إلى 12 كيلوغراما، وهناك أيضا سمكة "بلاك باس" التي يصل وزنها إلى خمسة كيلوغرامات.
سواء كنت عابر سبيل أو كنت في زيارة استكشافية للمنطقة، لابد أن تسحرك البحيرة بجاذبيتها وتدعوك للبقاء قدر المستطاع لتجدد طاقتك وتخلصك من جميع الشحنات السلبية التي عكرت صفو مزاجك وتسببت لك في القلق في المدة التي مضت، ربما هذا هو سر المنطقة وسبب رجوع الزوار إليها مرات عديدة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق