أرشيف المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 11 فبراير 2015

واويزغت

Farid Aabid

دراسة حول واويزغت من إنجاز: هشام بويزكارن. ماستر التاريخ والتراث الجهوي

مقدمة:

تهدف هذه المحاولة العلمية المتواضعة إلى الكشف والاعتماد على جانبين قلما اعتمد عليها في دراسة تاريخ المغرب، وهما الاجتماعي والاقتصادي فموضوعها يحاول دراسة منطقة

" واويزغت " التي يسكنها " ايت عطا نومالو " فرع من فروع اتحادية ايت عطا من الناحية السوسيو اقتصادية، وذلك في إطار وعينا بأن الحاضر امتداد للماضي وتخطيط للمستقبل. وهو بذلك يشكل خطوة في الكشف عن طبيعة المجتمع المغربي، إذ بالرغم من الدراسات والبحوث التي تناولت المغرب في كثير من جوانبه، يبقى المجتمع القروي مجهولا في كثير من جوانبه خاصة أحوال السكان الاقتصادية والاجتماعية، وعلاقته بالسلطة المخزنية ولاسيما علاقة هذه الأخيرة بالقبائل التي تكتسي أهمية بالغة في فهم واقع تاريخ المغرب بصفة عامة، وقد تحدثنا في دراستنا هاته على المرحلة الممتدة من أواخر القرن السابع عشر إلى نهاية القرن العشرين، إلا أننا ركزنا أكثر على القرن العشرين.

أما العوامل المتحكمة في اختياري لهذا الموضوع وهذه المنطقة بالذات، فتأتي في مقدمتها قلة الدراسات التي اهتمت بالمنطقة في شتى جوانبها، بالإضافة إلى الرغبة الشخصية في دراسة المنطقة فانتمائي إليها يفرض علي أن أقدم هذه المحاولة لعلي أكون ابنا بارا لها فأفتح كنزها ليستفيد منه الباحثون.

وعلى المستوى المنهجي، فيدخل هذا العمل ضمن التاريخ الجهوي وذلك تماشيا مع التطور الذي عرفته الكتابة التاريخية من ما هو وطني إلى ما هو جهوي. فهو عبارة عن دراسة منوغرافية محلية تسعى إلى إبراز معطيات سوسيو اقتصادية لمنطقة " واويزغت "، باعتماد مجموعة من المصادر والمراجع وأرشيف بعض المؤسسات ذات الصلة بالموضوع. و لإغناء هذا الكم من المعلومات المأخوذة من المراجع السالفة الذكر اعتمدنا على الرواية الشفوية التي بفضلها تمكنا من خلق تكامل وانسجام بينها وبين ما هو مكتوب.

لكنه رغم ذلك، فهذا العمل لم يخل في معظم أطواره من بعض الصعوبات التي  واجهتنا أثناء انجازه، فقد اصطدمنا منذ البداية بمشكل تمثل في قلة الدراسات حول المنطقة، التي تشكل العمود الرئيسي لبحثنا هذا، بالإضافة إلى غياب وثائق رسمية بسبب امتناع بعض الإدارات والمؤسسات الرسمية عن فتح أرشيفها كما هو الحال بالنسبة لكل من جماعة "واويزغت " وفرع المديرية الجهوية للفلاحة بالمنطقة. ولو كتب لهذا البحث تجاوز هذه الصعوبات جزئيا أو كليا لكان أكثر دقة من حيث الكم والكيف من هذا المستوى الذي هو عليه.

ولإعطاء البحث بعده المنهجي فقد قسمناه إلى ثلاث فصول: حاولنا في الفصل الأول الكشف عن المعطيات الجغرافية للمنطقة والتاريخية المتعلقة بالمنطقة وبقبيلة "ايت عطا نومالو "

التي تسكنها حاليا.

أما الفصل الثاني فقد تحدثنا فيه عن المكونات الاجتماعية للقبيلة السالفة الذكر وتنظيماتها الاجتماعية، بالإضافة إلى علاقتها التاريخية مع كل من المخزن والجوار، وكذا مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي.

في حين تم التطرق في الفصل الثالث والأخير إلى الحياة الاقتصادية بالمجال المدروس، مرفقا ببعض المشاكل التي يعانيها هذا المجال في المنطقة وبعض الحلول المقترحة من اجل المضي به قدما إلى الأحسن.

 وأخيرا خاتمة سجلنا فيها أهم الخلاصات التي انتهى إليها هذا العمل المتواضع.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المحور الأول :المعطيات الجغرافية

 

 I_ الموقع:

تقع المنطقة بين خطي الطول 6 درجات و 30 دقيقة  و 6 درجات و15 دقيقة غرب خط غرينتش و خطي عرض 32 درجة و 32 درجة و15 دقيقة شمال خط الاستواء.

هذا من حيث الاحداتيات ,أما فيما يخص موقعها لتضاريس المغرب, فتوجد في السفح الشمالي للأطلس الكبير الأوسط الكلسي.

من خلال إلقاء نظرة على الخريطة يتبين أنها ذات طبيعة جبلية, إذ الارتفاعات المطلقة مهمة تتراوح بين 2422م في جبل اغناين كأعلى قيمة ويمتد منخفض واويزغت على مساحة مهمة ويتخذ شكلا بيضاويا يتجه من الشمال الشرقي في اتجاه الجنوب الغربي وتحيط به أعراف ذات ارتفاعات مهمة[1].

  

 

 

تاخد بحيرة بين الويدان مساحة مهمة داخل مساحة المنخفض الإجمالية وتعتبر من أهم الموارد المائية بالمنطقة رغم أن واويزغت لا تستفيد منه.

                   

 

بحيرة بين الويدان                                                 واد العبيد

II-   المناخ و التربة:

  1_ المناخ:

المنخفظ يقع ضمن مجال المناخ المتوسطي شبه الجاف ذو الشتاء المعتدل, حيث ترتفع معدلات الحرارة صيفا وتنخفض شتاء .

2_ التربة:

بالمعنى الواسع يقصد بالتربة مجموعة من المفتتات والجزيئات التي تغطي الصخور، وبصفة أدق هي ذلك الغطاء من المفتتات الذي تتجدر فيه النباتات و تعيش داخله بعض الجسيمات الحيوانية والنباتية[2]، فهي ذلك الجزء الحي من القشرة الأرضية المورد الرئيس للثورة، وتتنوع بواويزغت حيث يمكن تقسيمها إلى ثلاث أقسام تتوزع بشكل متفاوت[3]:

 

الحرش:

تربة هزيلة و يشكل الحصى نسبة كبيرة من مكوناتها.

الحمري:

تربة حمراء اللون من مواصفاتها أنها طنية و متوسطة السمك كما أنها تتميز بخصوبتها.

الترس:

تربة سوداء ثقيلة و أكثر سمك تكونت من المركب الطيني، و هذا النوع لا يشغل إلا نسبة قليلة من تربة المنطقة.

III_ الغطاء النباتي و الموارد المائية:

1_ الغطاء النباتي:

تحتوي المنطقة على غطاء نباتي مهم من أهمه البلوط الأخضر و العفصية ( تيقي  بالامازيغية) عند حدود800م و 1000م فوق السفوح الرطبة. وابتداءا من هدا العلو تظهر أصناف أخرى أكثر مقاومة للبرودة مثل العرعار الأحمر و الخروب بينما يتركز العرعار البربري و الزيتون و التيزرا و الزكوم على السفوح الحارة و الجافة أما المستويات السفلى اقل من 800م فنجد فيها نباتات الدوم و السدرة.[4]   

كما  تحتوي المنطقة على النباتات الموسمية.

    

مناضر من دوار اعمومن

                                                               

 

 

2_ الموارد المائية:

يعتبر واد العبيد المجال الرئيسي بمجال واويزغت حيث يصل معدل صبيبه الى 7,25مكعب في التانية ومن مميزاته عدم الانتظام الفصلي. يرتفع في فصل الربيع و خصوصا شهر مارس, وقد تحدث فياضانات كما هو الحال بالنسبة لسنة 1991 وصل الصبيب الى 206م3/ث بينما ينزل هذا الاخير الى اقل من 1م3/ث صيفا.[5]

                                 صور لواد العبيد

 

وهناك أيضا مجموعة من العيون المنتشرة في جل المناطق المجاورة للمركز واويزغت مثل: عيون ايت شريبو ، عين ايت نضريف ، عين اعمومن ....

 عين ايت عمار

ولقد ساهم الموقع الجغرافي للمنطقة المتميز بوجود مجموعة من السلاسل الجبلية المحيطة بالمنطقة في ظهور مجموعة من العيون المهمة، و مجموعة من النقط المائية التي تظهر بين الفينة و الأخرى حسب كمية الثلوج و الأمطار المتساقطة. و بالإضافة إلى هذه الموارد الباطنية، فإن الشبكة المائية بالمنطقة تعرف حضور السواقي كممرات لتصريف المياه، لكن أغلبها اختفى بسبب تحول العيون لصالح الماء الشروب و كذا الزحف العمراني على الضيعات الفلاحية

المحور الثاني:التطور التاريخي لساكنة المنطقة

Iأصل التسمية

فيما يخص اصل تسمية واويزغت هناك العديد من الروايات سنقتصر هنا على بعضها:        

  الأولى: تقول إن واويزغت تتكون من ”واو“ من الولولة  و ”ازدغت“ يعني حداري لمن يسكنها ذلك ان المنطقة    تحيط بها تحيط بها الجبال من كل النواحي.                 

  الثانية: تقول إن الأصل جاء أن المنطقة زاخرة بالمياه و تتوفر فيها ظروف العيش اكتر و ”ازدغت“ تعني مسكونة.[6]

II_ أصول الساكنة: 

في هذه النقطة سأحاول قدر الإمكان البحث عن أصول أيت عطا نومالو. رغم ما يعترض طريق الباحث في هذا الصدد من الصعوبات تتمتل في قلة المصادر أو بالأحرى غيابها. اللهم إذا استثنينا مخزون الذاكرة الشعبية، وبعض الشذرات والإشارات المتناثرة في بعض الكتب. هذا دون إغفال تلك الأعمال التي ألفها بعض ضباط الشؤون الأهلية، وبعض المخبرين الاستعماريين، خاصة الفرنسيين منهم. حيث أنه بغض النظر عما تحمله هذه الكتب من خلفيات إديولوجية ذات طابع استعماري، فإنها – أي هذه المؤلفات الأجنبية – تبقى مهمة وضرورية فيما يخص كل دراسة تبحث في أصول هذه القبائل.

في البداية لابد من الإشارة إلى أن جل المصادر تتفق على صنهاجية أيت عطا. ويعتبرهم الناصري " من برابرة فازار وهم بطن من صنهاجة"[7]. ونفس الشيء بالنسبة لروبير مونطاني Montagne Robert الذي أشار بدوره إلى كونهم من صنهاجة[8].

أما كلمة "عطا " ، فهناك من يذهب إلى القول بأنها كلمة متطورة عبر التداول الشفوي عن كلمة " تاضا". والتي تعتبر بمثابة عقد الاتفاقيات، والأحلاف مع المجموعات المجاورة.

وهذا في جملة ما يدل، على أن أيت عطا كانوا يتشكلون من عناصر أصيلة وأخرى دخيلة وافدة. هذه العناصر التي تحالفت فيما بينها، وذلك باحتواء العناصر الأصيلة للعناصر الوافدة. فكلمة أيت عطا لم ترد في المصادر سواء عند ابن خلدون الذي كتب في القرن14، واهتم بدراسة القبائل. أو حسن الوزان الذي زار تافيلالت سنة 1511[9] .

لكن في المقابل نجد إشارة للقبطانSpillmann مفادها أما مارمول  في كتابه "وصف إفريقيا " قد أشار إلى هذه الكلمة لكن تحت اسم " يا طاطا" Ytata" وهو إقليم مساحته تقريبا تعادل مساحة درعة. يقع على الحدود الليبية وملحقات تافيلالت: السكان يسمون كاريب « Garib »، لا يتقنون لا اللفة الإفريقية ولا العربية. لكنهم بسلاء، وفرسان شجعان، يقتاتون من التمر والشعير. يستوطنون بين أشجار النخيل التي تكون الغلة الرئيسية لديهم، وهم محاطون ببرابرة آخرون. وهم سيكوتانا« Sicutana » أو "سكتانة" « Sektana »، وإتنازكيت "Itnazguit "، أو أيت واوزكيت« Ait Waw Zgit"[10].

أما ما يتعلق بأصل التسمية "عطا" فإن أول اسم نصادفه كمفتاح إن صح التعبير هو شخص يدعى " دادا عطا" أو الجد "عطا"، باعتبار أن العطاويين يشتركون في هذا السلف أو هذا الجد.  داداعطا". هذا كان بمثابة شخصية حقيقية تاريخية. وقبره يوجد في المكان المسمى بـ"تقات" –ن-للكتاون lliktawen  Taqquat[i]. وقد قتل " دادا عطا " في معركة ضد العرب، وذلك في حقبة غير مؤرخة بالتدقيق. لكن يمكن أن نربط هذا الأمر بوليين مهمين، مولاي عبد الله بن احساين، الذي توفي ما بين 1566و1592، الذي وشح دادا عطا عندما زار الزاوية الأمغارية بتامصلوحت. ثم سيدي أحنصال، مؤسس زاوية أحنصال في الأطلس الكبير، حيث التقى بدادا عطا ومن المحتمل أن يكون هذا اللقاء أواخر القرن 14. " دادا عطا" هذا هو الذي كون منذ القرن 16 وبالضبط ما بين 1510 و 1566 حلفا قويا ومتماسكا حمل اسمه، هذا الحلف يسمى " اتحادية أيت عطا"  [11].

IIIتاريخ التعمير

     في غياب معطيات دقيقة و أحداث تفصيلية لتاريخ تعمير المنطقة من طرف الساكنة الحالية. إلا ما جاء من إشارات في بعض المصادر و المراجع، التي يمكن من خلال الأحداث التي عالجتها، سواء ذات صلة من بعيد أو من قريب بالمنطقة المدروسة، استنباط تاريخ تقريبي يمكن اعتماده في التأريخ لوصول قبيلة "ايت عطا نومالو" إلى "واويزغت" و المناطق المجاورة لها

الفصل الثاني:  

الحياة الاجتماعية

 و الاحتلال

المحور الاول: الحياة الاجتماعية

أولا قبل التطرق إلى مكونات أيت عطا وتشكيلات الإطار البشري بصفة عامة، وجبت الإشارة إلى أنه لما تمكن أيت عطا من الاستقرار في السفح الشمالي للأطلس المتوسط، لم يقطعوا علاقتهم مع مجتمعهم الأصلي أيت عطا الصحراء، بل ظلوا محتفظين بالتسميات التي كانت لديهم هناك ، أيت واعزيق على سبيل المثال لا الحصر. فأيت عطا نومالو إذن هي " الجزء الأكبر من أيت عطا أهل الصحراء الذين هجروا نحو الجبال الشمالية "  [12] [ii]. هذه التسمية لأيت عطا نومالو – كما سبق الذكر- جاءت لتعني الواجهة الشمالية للأطلس المتوسط، لكن هذا لا يعني أن هذه الواجهة لا تصلها الشمس كأيت عطا الذين انحذروا منهم. وتمتد حدودها من فج غنيم إلى جبل بني ملال، الذي يطل على سهل تادلة. ويحدهم من الشمال بني ملال وأيت أوربيع، ومن الشرق أيت سري وأيت سخمان ، ومن الجنوب أيت مصاد ، ومن الغرب أيت بوزيد.

 

1-مكونات أيت عطا نومالو:

ينقسم أيت عطا نومالو إلى فخذتين كبيرتين:

·       أيت أونير في حدود بني ملال .

·       وأيت ولال الذين يسكنون واويزغت[13] [iii].

ويضم مجال أيت عطا نومالو 1574 خيمة وذلك حسب ما جاء في كتاب Tadla Pays Zaian، Moyen Atlas، لصاحبهمPeyronnet.

وتضم فخذة أيت أونير: 670 خيمة مقسمة على الشكل التالي:

Ø    إعمومن: 100 خيمة.

Ø    أيت أميير: 130 خيمة.

Ø    أيت خنوج: 60 خيمة.

Ø    أيت علوان: 40 خيمة.

Ø    أيت عطوا: 42 خيمة.

Ø    أيت ماجطن: 50 خيمة.

Ø    أيت سيدي بوعلي: 80 خيمة.

Ø    أيت بوجو: 200 خيمة.

ثم نجد فحذة أيت تاملاكت المكونة من 904 خيمة مقسمة هي الأخرى على الشكل التالي:

Ø    أيت سعيد ويشوا: 134 خيمة.

Ø    أيت عيسى: 70 خيمة

Ø    أيت ولال: 210 خيمة.

Ø    أيت رادواريت: 30 خيمة.

Ø    إضافة إلى الأجانب وهم عبارة عن عناصر مختلفة ويضمون 160 خيمة[14].

والجذير بالذكر أن أهم مكونات فخذة أيت أونير نجد إعمومن وينقسمون بدورهم إلى أربعة عظام رئيسية، يمتازون بالرعي والثراء، ويعيشون في الخيام مع ماشيتهم " رحل " غرب واويزغت. وكجيران لإعمومن نجد أيت عمير ويضمون 5 عظام. وإلى جانب إعمومن نجد أيت خنوج وينقسمون إلى أربعة عظام، ويكونون زاوية شمال غرب قبيلة أيت عطا نومالوا. وداخل أيت خنوج تتواجد أربعة أخرى، وأيت علوان هي الأخرى 4 عظام. ثم أيت عطو وأيت مغجدين 5 عظام في الشمال[15]

إضافة إلى هؤلاء نجد أيت بوجو وهم 5 عظام وبعض الأجانب، وتشكل أرضهم "مجالهم" امتدادا لدير بني ملال، وذلك مساحة 8 كلم وغالبا ماينفردون بمشيخة أيت عطا.

ونجد أيضا أيت سيدي بوعلي وهم أجانب ينحذرون من ولي صالح، يملكون قطعانا من الماشية وأشجار الزيتون ويستوطنون وسط المجال العطاوي. إذن هذا بالنسبة لفخذة أيت أونير المتواجدين في حدود بني ملال .

  أما بالنسبة لفخذة أيت ولال " أيت تاملاكت" فمن بين أهم مكوناتها نجد أيت سعيد ويشو، ويكونون أكبر سلسلة تمتد من بني ملال، إلى واويزغت، ويعيشون على الترحاب وكانوا يعتبرون من أغنياء المنطقة، نظرا لما يملكونه من قطعان الماشية والخيول والحبوب. أيت ولال هؤلاء ينقسمون إلى عظمين اثنين: أيت سعيد وأيت تسليت، ويرأسون الاتحادية العطاوية في مجال أيت أومالوا [16] . إضافة إلى أيت عيسى الذين ينقسمون بدورهم إلى عظمين و5 تجمعات. ويشكل أيت ولال السكان الأصليين.

أما الأجانب فهم الحدادة " إمزيلن" الذين أتوا من تودرة " الصحراء". إضافة إلى أيت شيكر وهم من الصحراء كذلك. والجدير بالإشارة أن هؤلاء ينقسمون إلى أيت سيدي امحند  أومحند وأيت علي أومحند الذين يقسمون فيما بينهم عائدات الزيارة لأضرحة هؤلاء الأولياء الإخوة[17]

إلى جانب هذا التقسيم الذي أعطاه صاحب كتابPaye Zaian  Tadla، لأيت عطا نومالوا نجد تقسيمات أخرى عدة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تقسيمSeconzac سيكونزاك إذ قسم أيت عطا نومالوا إلى لفين أو قسمين: قسم يسمى أيت أونير في السهل، وقسم آخر يسمى أيت ولال ويضم كل من أيت واويزغت وأيت سعيد ويشو   [18]. ونجد كذلك إشارة في نفس الموضوع لدى الجنرال كيوم مفادها أن قبائل أيت عطا نومالوا تضم حوالي 1500عائلة (خيمة)[19].

في حين أشار القبطان Spillmann إلى أن فخذة أيت ولال تضم 1020 كانون، و 580 كانون بالنسبة لفخذة أيت أوني  [20] أي ما مجموعه 1600 كانون.

انطلاقا من الجرد الأول لهذه التقسيمات الواردة حول أيت عطا نومالوا والتي تناولت أهم مكونات المجال العطاوي، سواء تلك التي أوردها Peyronnet أو تلك التي جاء بها Séconzac أو تلك التي تضمنها كتابGuillaume، أو تلك التي أتى بها Spillmanكلها تقسيمات متشابهة إلى حد ما، لذلك وجب الاعتماد عليها فيما يخص أيت نصنيف لمكونات أيت عطا نومالوا.

2-حياة أيت عطا نومالو.

إن حياة أيت عطا نومالوا لا تختلف كثيرا عن حياة القبائل الأمازيغية وميزاجها. لكنهم يتميزون أساسا بتقسيم ثروات الأرض والمياه فيما بينهم. وقد أقروا فيما بينهم ضرائب نقدية وعينية. فالأولى: تؤدى لذوي الشهداء منهم الذين يستشهدون في الحركات السلطانية. أما الثانية – العينية- فتقدم للقبائل المجاورة هدية، ومساعدة، ومناصرة لبعض قبائل الجوار المضطهدة من خيول وغيرها[21].

أيت عطا يقسمون المراعي فيما بينهم، وتلغى الحدود بين العظام في فترة الانتجاع، ويذخرون منتوجاتهم الزراعية في إغرمان « Ighrman » ويملكون منازل تحت أرضية للوقاية من البرد وسماها فوكو بـ"تخربشين"  [22].  أما ما يتعلق بتضاريس أيت عطا ، فأغلبها ذات طابع جبلي الشيء الذي ينعكس سلبا على الإنتاجية، وتفتح المجال أمام الرعي الجائر. ونظرا لوفرة الخشب يتم استغلالها في ميدان صناعة الفحم والأخشاب[23]  .

يتبضع أيت عطا في سوقين أسبوعيين: يوم الجمعة في واويزغت ثم الجمعة في أيت بوجو Ait Boujjou. ويتزودون من بني ملال بكل حاجياتهم الضرورية.

أما الصناعة لدى أيت عطا فهي جد محدودة، وتشتمل المنتوجات ذات الأولوية ( الضرورية) كالخوابي والأواني الخشبيةPlats en bois + Les marmites     [24]. هذا إضافة إلى أن النساء تبدع في غزل الصوف والحياكة والسلهام. دون إغفال الحدادة التي تهتم أساسا في صناعة الأسلحة ولوازم الحرث، محراث خشبي...الخ.

كما أن اليهود العطاوي أسهم بشكل قوي في صناعة الحلي والتجارة أي بصفة عامة قدم دعما كبيرا للصناعة العطاوية. كما نجد صناعة أخرى ضد العطاويين هي صناعة البارود.

والجذير بالذكر أن أيت عطا نومالوا لديهم 150 فارس تقريبا مولعون بالبارود وفنون القتال.

وفي إطار حياة أيت عطا نومالو هذه، وجبت الإشارة أن السوق له أهمية كبيرة لديهم. تكمن هذه الأهمية في كونه كقيمة مضافة للنسيج الفكري العطاوي، حيث يعد مكان لتبضع، مكان لمناقشة المشاكل اليومية التي تنتهي غالبا بعراك   [25].  كما تجب الإشارة أيضا أن العطاويين لا يبيعون منتوجاتهم إلا عند الحاجة، ثم أن التسوق عندهم يعني قيمة للرجل، في حين أن الغياب عن السوق يعني نزع صفة الرجولة.

_3التنظيم القضائي: الأعراف.

في هذا المجال نلاحظ أن أيت عطا يتبعون الأحكام الشرعية بالإضافة إلي الأعراف، إذ نجد أن كل قبيلة احتضنت قوانينها الخاصة التي وضعتها وهي العرف أو ما يسمى: "تيعقيدين" [26]. وبصفة عامة تمت المحافظة على هذا العرف وترسخ في الثقافة الشفوية. وبالنسبة للنزاعات فهي تحل بتدخل جماعة القبيلة التي تجتمع برئاسة الشيخ. وفي حال الاختلاف بينها يتم تحكيم شخص بمرجعية دينية.

كل سنة تنتخب أيت عطا أوسيكيس "انحكام" وكذا " الشيخ" فالأول يكون معروفا باستقامته ومعرفته لقوانين القبيلة، " تعقيدين" القبيلة. والجماعة لها وزنها حيث تقوم بدور المحكمة ويؤخذ برأيها في كل شيء. و "أنحكام" هو وسط إجباري بين المتقاضين وساحة "إغرم أمزدار"، حيث تعرض النزاعات ويقر الأحكام ويحدد التعويض المنصب في 5 دورو [27]  وإغرم أمزدار هذا يعتبر بمثابة عاصمة أيت عطا [28].

والجذير بالإشارة أنه يمكن للمحاكمات أن تستدعى للمحكمة ( إغرم أمزدار) حيث مكان تواجد أرشيفات الهدنات والأعراف والأحكام ووضعية الاتحادية.

وعرف قبيلة أيت عطا لا يتبدل. والشيخ يحرص على أن يطبقه طوال فترة حكمه. باعتبار أن هذا العرف قد أوصى به دادا عطا[29] . وذلك قبل أكثر من 300 سنة إلا أنه لا يشمل كل الحالات مما جعل الناس يحتكمون في حالة الاختلاف إلى حكمة المحكمة الروحية أو إغرم أمزدار. وقد يحكم شخص يمثل الأطراف في حالة عدم تمكنهما من الانتقال إلى إغرم أمزدار.

تتألف محكمة أيت عطا العليا من : أربعة من أيت واحليم واثنان من أيت إعزى، وهذه القبائل هي الأعرق في الاتحادية التي تكون مع أيت أونير وأيت ولال مجموعة أيت عيسى وبذلك نقول عرف أو تعقيدين نايت عيسى أكثر مما نقول تعقيدين نايت عطا   [30].

4-التنظيم السياسي النظري :

        تنتخب اتحادية أيت عطا كل سنة "الشيخ" ويختار حسب العرف المعترف به في الخمس، بحيث أن كل خمس له شيخه الذي ينتخب من إحدى القبائل المكونة للاتحادية   [31]. ونجد أن كل قبيلة تمثل بمندوب يختار من طرف الشيخ الخاص بالقبيلة، يحضر أي انتخاب شيخ الاتحادية.

        وإضافة إلى المندوب نجد "المزاريك" وهم عملاء القبائل والفروع الذي يحرص على تنفيذ الأوامر ويعلم الشيخ بما تجده القبيلة. والجذير بالذكر أن القبيلة والبطن لهما نفس التنظيم السياسي. وفيما يخص المخالفات فنجد بأن التنظيم السياسي والاجتماعي كان مرنا إلى حد قيام الفوضى. فالأخماس والقبائل والبطون في طريق عدم الاندماج، حيث لم يعد لها شيخ عام، وكل مجموعة أصبحت مستقلة عن جارتها. ونذكر كمثال على ذلك كل من أيت ولال أحد مكونات أيت عطا نومالوا، ثم أيت واحليم، وكذلك أيت علوان. ومنذ سنة 1926 لم يعد هناك أي شيخ عام منتخب[32]   .

لقد استقرت هذه القبائل في نقطة العبور في مركز اقتصاد وضلت سلطتها ذات طابع عطاوي والذي يظهر في المسامحة بصعوبة من يحترف السلطة المطلقة أو الشخصية.

المحور الثاني: الاحتلال العسكري:

1-   احتلال مجال أيت عطا نومالوا (أيت أونير).

من الواضح أن أيت عطا نومالوا، كانوا يشكلون اتحاد قبلي ويقطنون مجالا شاسعا يمتد من منطقة الدير شمالا إلى واويزغت جنوبا، واحتلال المجال العطاوي سيتشكل بداية لفتح جبهات جديدة ضد أيت سخمان وأيت بوزيد وأيت اسحا، كما أنه يشكل كذلك تهديد لزاوية أسكار الحنصالية التي عرف عنها تأطيرها لهذه القبائل، وقد بدأت الفرق العسكرية الفرنسية التابعة لبني ملال، في اكتساح منطقة الدير وهم بذلك اخترقوا مجال أيت أونير الذين تصدوا للاحتلال في عدة معارك، وخاصة معركة فم أودي 12 شتنبر 1916، التي قتل فيها 19 جنديا فرنسيا وجرح 53 آخر ثم معركة تاكنزة في 9 شتنبر 1922، التي خاضها كذلك أيت بوزيد إلى جانب العطاويين، وفقد فيهاا الفرنسيون 16 قتيلا و 71 جريحا[33]، وقد شارك العديد من القبائل في هذه المعارك خاصة أيت إصحا.

لقد قاوم أيت عطا الفرنسيون كذلك في أغبالو نايت بوجو التي أستشهد فيها العديد من المجاهدين على أن طبيعة المنطقة وانبساطها سهل على هؤلاء الفرنسيين أمر تطويق المنطقة واحتلالها فضلا عن القصف العنيف للطيران وبطاريات المدافع، ولم يكتفي الفرنسيون بالضغط العسكري، بل لجأو إلى وسائل دبلوماسية أو ما يسمى خدعة القبائل"وتمكنوا في آخر المطاف من استمالة بعض فروع أيت أونير فسهل لهم ذلك الدخول واحتلال مجال أيت بوزيد. على أن أيت سيدي بوعلي، قد أبدوا موقفا عدائيا إزاء الفرنسيين ومعاونيهم سنة 1920 [34].

 

2-   احتلال مجال أيت بوزيد.

استغل الفرنسيون العداء الذي كان سائدا منذ فترات بين أيت أونير كفرع من أيت عطا نومالوا وأيت بوزيد. فقد انطلقت فرقة عسكرية، من مراكش تحت قيادة دوكان وأخرى من تادلة بقيادة فريد نبورغFreydenberg لاحتلال أيت بوزيد ثم الوصول بعد ذلك إلى واويزغت التي كانوا يعرفون عنها الشيء الكثير بفضل كتاب شارك دوفوكو "التعرف على المغرب"، وتصدى المجاهدون من أيت بوزيد للاحتلال الفرنسي ودارت معارك طاحنة أفقدتهم مجموعة من الجنود خاصة في معركة تيموليلت سنة 1921 [35].

لقد حاول الفرنسيون البحث عن حل تفاوضي مع أيت بوزيد للخروج بأقل خسارة لأن طموحاتهم كانت تنصب أساسا حول التقدم، في أقل وقت ممكن نحو مرتفعات الأطلس المتوسط.

وهكذا استفاد الفرنسيون من الهدنة مع هذه القبيلة، واحتلت جيوشهم سيدي يحيى شمال تيموليلت سنة 1921 ، ثم بعد ذلك تمكن الجنرال فريد بنورغ Fredngrg من الوصول إلى تزي نايت عمير عند منحدر أغناين في 10 شتنبر من نفس السنة ونزلت هذه القوات إلى واويزغت في 26 شتنبر 1922.

تجدر الإشارة إلى أن المجاهدين بقيادة سيدي حساين أتمكا، لم يقتصروا على الاصطدام مع الجيوش الفرنسية في المعارك، بل كانوا يعتمدون على أسلوب الخطف، حيث هاجموا ليلا مدينة بني ملال في 20 أكتوبر 1927 واختطفوا مجموعة من المعمرين الفرنسيين ومنهم " إيف ستيك" و "جان مايي "صهر المقيم العام الفرنسي بالمغرب والبارونة الانجليزية" دوشتا ينهيل" وإنبتها "بروكورف" وهؤلاء الأسرى ثم نقلهم إلى الأطلس عبر واويزغت، ولم يتم إطلاق سراحهم إلا في أواسط نونبر 1927 بالاتفاق مع المجاهدين الذين حصولوا على أموال باهضة [36]، في حين أن مصطفى العلوي أشار في كتابه " المناورات الأجنبية ضد السيادة المغربية" إلى أن المفاوضات بين المجاهدين والسلطات الفرنسية، قد فشلت فقام الفرنسيون بالهجوم على القرى والمداشير بعدد من أسراب الطائرات"[37].

بعد احتلال أزيلال سنة 1916 اجتمعت القبائل التي كانت تابعة لزاوية أحنصال الأم وهي أيت أتفركال أيت أكوديدروأيت محمد وأيت مازيغ الذين توجهوا إلى سيدي محا قائد الزاوية يشرحون له موقفهم من الاستعمار والتدخل الفرنسي في المنطقة.

 

 

3-معركة واويزغت 1922 وإخضاع قبائل المنطقة (أيت عطا نواويزغت).

في الوقت الذي كانت فيه قوات دوكان، تتقدم من ناحية بين الويدان صوب واويزغت، كانت القوات العسكرية الفرنسية، التي حققت الانتصار على أيت بوزيد في تيموليلت تتقدم نحو الجنوب عبر ممر منحدر لجبل أغنيم بزعامة فريد نبورغFreydenberg، وتمكنت هذه القوات من النزول إلى واويزغت في 26 شتنبر 1922[38].

كانت القوات الفرنسية قد تلقت مقاومة شديدة في المنطقة، من طرف التحالف القبلي الذي ضم أيت عطا نومالوا فرع أيت واويزغت وأيت إسحا وأيت سخمان، تحت قيادة المجاهد سيدي حساين أتمكا، حيث تم الهجوم بالليل على مركز واويزغت وفقد الفرنسيون21 قتيلا و 56 جريحا، وأثناء التوسع الفرنسي في المناطق المجاورة لواويزغت كانوا قد اصطدموا بالمجاهدين مرة أخرى وفقدوا 4 جنود وجرحوا 26 آخرين في ماي 1923 بحبل بومهدي.

وقد تلقى الفرنسيون صعوبة في الحفاظ على مركزهم في واويزغت إذ لم يتمكنوا من الوصول إلى منطقة "بويخفاون" التي تبعد عن واويزغت عن هذه الأخيرة ببعض الكلمترات إلا في أكتوبر من نفس السنة (أنظر الخريطة الخاصة بالاحتلال العسكري لواويزغت)

-

تجدر الإشارة إلى أن قبائل أيت اصحا المحادية لواويزغت من جهة الجنوب قد أدركت خطورة نزول الفرنسيين بواويزغت، فنظمت هجوما مفاجئا على القوات الفرنسية بمركز المراقبة الموجودة بـ"تمسيكيت"، غير أن الفرنسيين تمكنوا من طرد قبائل أيت أسحا إلى جنوب واد العبيد بالاستعمال القوي للطائرات والمدافع، فتمكنوا بذلك من إرساء وجودهم في المنطقة وأخضعت قبائل أيت عطا نومالوا (فرع واويزغت)، كان من نتائج معركة واويزغت فقدان الفرنسيين 100 بين قتيل وجريح، وهي خسارة كبرى كبدها المجاهدين للعدو وهو ما عبر عنه كيوم بقوله: " إنها الساعة لظهور عبد الكريم جديد ينظم قبائل الأطلس ويقودها ضدنا"[39].

        تمكن الفرنسيون بعد إحكام سيطرتهم على واويزغت من التوسع في اتجاه أيت سعيد ويشو وأيت إسحا وأيت داود أوعلي (أيت سخمان الغربيين) في أفق القضاء على ذلك التكتل القبلي، القائم في منطقة سكات بزعامة سيدي حساين أتمكا، وهكذا توسعوا في منطقة بومدرار فاندلعت معركة قادها المجاهد سيدي حساين في 24 يوليوز 1923، خسر فيها الفرنسيون 18 قتيلا و 58 جريحا[40]، وكانت القوات الفرنسية تسعى دائما إلى التقدم إلى الجنوب فاصطدمت ثانية بسدي حساين والمجاهدين في "معركة تيزينتسليت"، وفقد الفرنسيون 20 قتيلا و 20 جريحا ولم يتم إرغام المجاهدين إلا بالاستعمال الكثيف للقوات الفرنسية والطيران والمدافع التقيلة.

من المؤكد أنه بالرغم من التفوق الفرنسي في العدة فإن حماس المجاهدين قد تزايد خاصة من قبائل أيت إسحا وأيت سخمان، ففي شتنبر 1925، وجه سيدي حساين نداءه إلى المجاهدين من أجل طرد الفرنسيين من بين الويدان، كما وضع الجنرال فريد نبرغ Fregdenberg - قائد منطقة مكناس - ابتداء من 1928 خطة عسكرية لاحتلال منطقة أيت سعيد ويشو (جزء من أيت عطا نومالوا)، وتضم 17 كتيبة عسكرية و 7000 متطوع وعدد من المدافع فاندلعت المواجهات في منطقة بوباغور وألمونتاركاست[41]، التي شهدت معارك عنيفة إذ قامت الجيوش الفرنسية بتضيق الخناق على السكان وهو ما يعكسه البيت الشعري التالي:

مامي حلان إشران أخاد غيلان أونا يخاتر إيكا في بوبا غور

المقصود به هو تدهور أحوال السكان جراء القصف العنيف للطائرات وخروج الشباب للجهاد في منطقة بوباغور.

أمام القصف العنيف اضطرت فلول أيت سعيد ويشو إلى الاستسلام والخضوع للفرنسيين في بني ملال سنة 1929 (أنظر صورة إخضاع أيت سعيد ويشو) بقيادة الجنرال Blanc..

وجه الفرنسيون اهتمامهم نحو منطقة سكات Sgatt [42]، التي كانت تشكل منطقة حساسة، خاصة وأنها تقع بين مجموعة من القبائل أيت عطا نومالوا ( أيت سعيد ويشو) وأيت داود أوعلي وأيت إسحا (أنظر الخريطة)، ولعل إقدام الفرنسيين على التركيز على هذه المنطقة هو القضاء على ذلك الانسجام القائم بين القبائل تحت قيادة زاوية أسكار، وقد وضع العقيد Blanc - قائد دائرة بني ملال - خطة عسكرية تتألف من 4 كتائب عسكرية وأربع فرق من المتطوعة والكوم وعدد من المدافع، وفي 21 و 22 أبريل 1930، وصلت القوات العسكرية إلى المونتارسكلت وبوتاشتوين وتاملوكت وبدأوا في القصف للمواقع في منطقة سكات، ورغم التفوق الفرنسي فإن المواجهات في هذه المناطق لم تخلوا عن إصابات فقد فقد الفرنسيون ثلاثة جرحى من القوات النظامية وستة من المتطوعة[43].

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

I_الفلاحة:

يعتبر القطاع الفلاحي النشاط الأساسي لساكنة واويزغت، وإحدى الدعائم الرئيسية للتنمية الاقتصادية التي تعرفها المنطقة. وبما أن هذا النشاط يهدف إلى الانتفاع من عدد من النباتات التي تتلاءم مع البيئة التي تعيش فيها قصد توفير إنتاج غزير وجيد بكيفية منتظمة، فإنه سيكون مرتبطا ارتباطا وثيقا بالبيئة التي يتم فيها وبالتالي بالعوامل الطبيعة التي لابد من أخدها بعين الاعتبار، فطبوغرافية المنطقة حتمت على السكان استغلال الجبال في النشاط الرعوي، والمنخفضات والفراغات المجثتة في النشاط الزراعي.

أما في فيما يخص المساحة الإجمالية للأراضي الصالحة للزراعة فحسب المركز الفلاحي تبلغ 12543 هكتار، تمثل فيها مساحة الأراضي السقوية 1150 هكتار، والأراضي البورية 2720 هكتار، أما الأراضي الرعوية فهي تمثل 16000 هكتار.

1_أنواع المزروعات:

اما عن المزروعات التي تنتشر في المنطقة فهي متنوعة، تأتي زراعة الحبوب في المرتبة الأولى باعتبارها النشاط الفلاحي الأكثر تعاطيا في المنطقة خاصة القمح والشعير والذرة، فهي التي يراها الفلاح تتعايش مع نوعية التربة والمناخ السائد بالمنطقة.

                              

              منظر زراعي بواويزغت                   

الانتاج

المساحة او العدد

النوع

الزراعات

15 في الهكتار

12 –

10 _

500 هكتار

800 هكتار

440 هكتار

----

الشعير

القمح الصلب

القمح الطري

الذرة

الحبوب

10 _

09 _

15 هكتار

05 هكتار

الفول

الجلبانة

القطاني

_ _

_ _

 _ _

_ _

08 هكتار

02 هكتار

12 هكتار

02 هكتار

الطماطم

البطاطس

البصل

الجزر

مختلفات

الخضروات

_ _

_ _

_ _

 

50 هكتار

50 هكتار

20 هكتار

_ _

 

الفصة

البسيم

الشعير الرعوي

مواد اخرى

الزراعات العلفية

مونوغرافية جماعة واويزغت

 لقد شكل مجال واويزغت ولا يزال مجالا مهما لممارسة النشاط الفلاحي بامتياز ودلك لتوفر المنطقة على أراضي صالحة للزراعة، وقد كانت الملكية الجماعية هي السائدة قبل دخول الاستعمار كغيرها من المناطق بالجهة.كما يغلب عليها الطابع التقليدي ففي المناطق المنبسطة مثل منخفض واويزغت والمو نايت سعيد ويشو فيتم الحرث فيها بوسائل تقليدية كالمحراث الخشبي او المنقاش -امدير[44] .

  منظر زراعي بواويزغت

وتبقى في غالبها بورية باستثناء بعض المناطق القريبة من الينابيع المائية.

 

                                                        

_

2_وسائل الإنتاج / أدوات العمل:

لقد كانت الأساليب المستعملة في النشاط الفلاحي بواويزغت إلى زمن قريب تقليدية محضة، تعتمد على الأسلوب المتوارث عن الأسلاف، لم تكن المساحات التي تزرع كثيرة، حيث كان المقصود لدى الفلاحين من الإنتاج هو أن يضمنوا قوتهم أولا أي الاكتفاء الذاتي في الدوار أو القبيلة، وكانت الوسائل المستعملة من محراث خشبي ومنجل وما يتعلق بهما. كما كان السماد الذي يمده الفلاح للأرض هو فضلات الأنعام والبهائم.

أما الآن ومع انتشار الممكننة في كل البقع، أصبحت غالبية الأراضي القريبة من الطريق أو حتى التي يصعب الوصول إليها يتم تعبيد طرق تساعد لوصول الآلة إليها- تستعمل الجرارات وآلة الدرس، أما الحصاد فيعتمد فيه على الحصادين، هذا بخصوص الأراضي المخصصة للحبوب، أما الضيعات الفلاحية للأشجار المثمرة فستعمل في سقيها على تقنيات متنوعة من السواقي والقطارات والآلات الميكانيكية لجلب المياه.....

هكذا عرفت الزراعة نقلة كما وكيفا، وازدادت أهميتها في اقتصاد المنطقة حتى أصبحت تشغل نسبة مهمة من اليد العاملة كما ساهمت في تنشيط الاقتصاد المحلي .

أما فيما يخص الأشجار المثمرة بالمنطقة فنجدها على الشكل التالي:

الانتاج

عدد الاشجار

المساحة

النوع

25 ق في الهكتار

50 ----

15 ---

_ _

15000 هكتار

6000 شجرة

1200 هكتار

150  هكتار

60 هكتار

الزيتون

اللوز

التفاح

----

----

461 هكتار

أشجار و زراعات مختلفة

مونوغرافية جماعة واويزغت

 

 

3_تربية الماشية:

كما سبقت الإشارة فموقع المنطقة المدروسة وتوجه ساكنتها لهما تأثير كبير في اعتماد الفلاحة " والكسيبة" كمكونين أساسيين في رأسمال الفلاح بواويزغت، ويعرف المكون الثاني لهذا الرأسمال نشاط ذو أهمية كبيرة خصوصا وانه يوفر المصروف اليومي لأرباب الأسر بالإضافة إلى ما تقدمه المواشي من منتوجات غذائية كاللحوم والألبان ومشتقاتها، ومنتوجات أخرى كالجلود والأصواف.

لذا نجد" أن الفلاح يسعى للحفاظ على قطيعه وهو يصارع الظروف الطبيعية، حيث تتقلب نفسيته بتقلب الظروف المناخية، فغالبا ماتراه بشوشا حينما تبشره حالة الطقس تنبؤات قدم أيام مطيرة

 وتعتبر نشاط مكمل لللزراعة ويزاول هدا النشاط خاصة في المناطق الجبلية التي تقل فيها الزراعة وتتوفر على الغطاء النباتي صالح للرعي.[45]

                                           

                                              طريقة الرعي بالمنطقة                                                                   

وفي ما يلي جدول يبين انواع المواشي بالمنطقة وعددها:

عدد الرؤوس

النوع

640 راس

5500 راس

4803 راس

982 راس

260 خلية

1200 طائر

الابقار

الاغنام

الماعز

الحوافر

النحل

الطيور

 

            يوضح الجدول أعلاه الأهمية الكبرى التي يحظى بها قطعان الماشية من حيث أعدادها رغم تباينها النوعي، حيث تصدر صنف الأغنام وإضافة إلى هذا الاختلاف العددي هناك أيضا تباين مجالي،  تتركز تربية الأغنام في المنطقة الشمالية للمنطقة والجهة الشرقية كذلك ، أما الأبقار فتنحصر تربيتها أساسا في المناطق القريبة للدواوير والتي تمارس فيها بعض المزروعات العلفية .

            وما يمكن أن نسجله بالنسبة لهذا القطيع، فإنه رغم أهميته فهو يتاثر بالتقلبات المناخية خاصة إذا علمنا انه يعتمد أساسا على الانتجاع والبحث عن المراعي الخضراء. أما عن نظام التغذية فيعتمد بشكل أساسي على الكلأ بالإضافة إلى استغلال أغصان الأشجار بشكل عشوائي مما يؤثر سلبا على الغابة، كما يتم الاستعانة بالأعلاف المستوردة المصنعة في التغدية .

 

 

 

 

 

 

 

 

II _الحرف التقليدية:

إلى جانب هده الأنشطة الرئيسية يزاول السكان مجموعة من الأنشطة الحرفية من أهمها:

  _ صناعة المواد الغذائية: مصدرها المنتوجات الزراعية كالزيوت المستخلصة من الزيتون المتوفرة بالمنطقة، حيث يتم عصر هدا الزيتون في معاصر تقليدية منتشرة خاصة في واويزغت[46].

 معصرة للزيتون بالمنطقة 

  

 

_ صناعة النسيج : ارتبطت هده الصناعة بمادة الصوف التي توفرها قطاع تربية الماشية، وتمارس هده الصناعة في المنازل من طرف النساء  لمساعدة الرجال و

قضاء بعض الحوائج الخاصة[47].

 

 

_ حرفة الحدادة : و تمارس من طرف امزيلن الدين يوجدون بواويوغت و يقومون بصنع جميع الادوات الفلاحية الحديدية و بعض الادوات المنزلية[48].

 حداد موجود بسوق واويزغت                          

                                                                                            

 

 

_ التجارة: هدا النشاط  كان يمارس اساسا في الاسواق الاسبوعية خاصة بمنطقة واويزغت و ايت بوجو التي كان يتبادل فيها بين سكان السهل و الجبل منتوجاتهم. و السوق يقام  اليوم في الاربعاء بواويزغت بعدما كان يوم الجمعة. 

 

                

                                                                        

                                                       

 

 

 

 

 

                   

           

  صور للسوق الاسبوعي بواويزغت يوم الاربعاء

 

 

 

III_المشاكل التي تحول دون الرقي بالمنطقة إلى مستوى التطلعات

ü    الاجتماعية والاقتصادية:

- سيادة العصبية الداعم الأساسي للمصلحة الخاصة.

- العديد من المنتخبين بالمجالس الجماعية لا يتوفرون على أي مستوى تعليمي يجعلهم قادرين على خدمة القضايا اليومية الملحة للسكان والتخطيط للنهوض بالمنطقة في شتى المجالات وبكل استعداد وكفاءة ونزاهة.

- ارتفاع الأمية بالنسبة للفلاحين ونقص في التكوين الفلاحي يحول دون استيعاب التكنولوجية والثورة الحاصلة في الميدان.

- نوعية الأراضي الفلاحية السائدة بالمنطقة تحول دون تحقيق التنمية، وتعوق قيام الدولة بتقديم مساعدة وقروض للقطاع والقيام بأبحاث تطويرية

- نقص التجربة في استثمار رأس المال، فالعديد من أعيان المنطقة لهم المال ولكن ليس لهم رؤية أو خطة لاستثماره. وينتظرون فقط التجربة الأولى، فما أن يقوم أحدهم أو أي أجنبي بتجربة في أي مجال وتأتيه أكلها، إذ ذاك يتدفقون للاستثمار في نفس المجال.

ü   بعض الحلول المقترحة

- تجاوز العصبية والتصالح مع المصلحة العامة، بالإضافة إلى الاعتماد في اختيار الممثلين في المجالس الجماعية على من هو قادر على تحمل المسؤولية وذا كفاءة.

- مساعدة الفلاحين ماديا وذلك عن طريق تقديم قروض ذات فوائد منخفضة، وتقنيا عن طريق منح أغراس مجانية للحد من الانجراف، ومنح الآت فلاحية للفلاحين والقيام بدورات تحسيسية  بجودة بعض البذور وطرق استعمال المبيدات....ومعنويا بإرشادهم إلى تبادل الزيارات مع بعض المناطق التي حققت التنمية بالمملكة.

- ترشيد استعمال المياه كالسقي بالقطرات، وتوسيع المساحة المسقية وذلك باستصلاح الأراضي وتوسيع شبكة الري وإصلاح القنوات.

- القيام بالحد من الأمية ونشر التكوين الفلاحي، وبناء المدرجات بالمرتفعات الجبلية.

- بناء السدود على إختلاف أنواعها لتخزين المياه وتوليد الطاقة. فالجفاف أصبح معطى طبيعي عوض ضرفي .

خاتمة:

 يتضح من خلال هذه الدراسة أن موقع " واويزغت'' وظروفه الجغرافية الجبلية، جعلا ساكنته تسلك الفلاحة والرعي كطريقتين في استغلال المجال، فأخذت في الاستفادة مما احتوت عليه المنطقة من أنهار وعيون ومنخفضات في ممارسة الرعي و الإنتجاع بالقطيع في مجالها أو في مناطق أخرى عن طريق التعهد مع سكانها، مما جعلها تدخل معهم في علاقات اختلفت طبيعتها بين التفاهم والصراع حسب السياق التاريخي. كما أن اعتمادها على الانتجاع فرض عليها في بعض الأحيان التي يعرف فيها الجبل انعدام الكلأ إلى المغامرة تجاه السهول التادلوية مما جعلها تصطدم بالمخزن وحركاته، كما أن هذه الوضعية هي التي جعلتها تعتمد الاستقلالية في تسير شؤونها الداخلية وعلاقتها مع القبائل المجاورة.

إلا انه مع بروز الطلائع الأولى للاستعمار أخذ الصراع يزول، وأطلقت نداءات لتوحيد الصفوف ضد العدو، خبث لبث قبيلة "ايت عطا نومالو"  هذا النداء بدون تردد ضمن  مقاومة الاستعمار الفرنسي و تحت راية الجهاد والدفاع عن الوطن. فصمدت أمام جحافيل الاستعمار إلى حدود سنة 1922م في معركة " واويزغت " الشهيرة التي عانت وتعرضت فيها القبائل المشاركة لخسائر بشيعة حتى لم يبقى منهم إلا اليسير من النساء والذرية التي كانت محتمية في الكهوف والجبل، فنفدت المؤن... إذ ذاك قرروا الاستسلام شرط عدم الانتقام من أي كيفما كانت الأعمال التي قام بها ضد الاستعمار.

وبعد استسلام ساكنة المنطقة، سيدخل مجالها مرحلة الاستغلال من طرف القوات الفرنسية سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لم تنتهي إلا بعد أن حصل المغرب على الاستقلال. إذ ذاك تفرغت الساكنة إلى النهوض بالمنطقة ومحاولة إصلاح ما أفسده الاستعمار. وتماشيا مع ذلك أنشئت الجماعة القروية بالمنطقة سنة من اجل تقنين هذا الهدف وإشراك السكان في رسم معالمه، لكنه رغم هذا فالنقص الكبير الذي تعرفه مداخيل الجماعة يعتبر عاملا أساسيا في عرقلة النهوض بمجالاتها إلى جانب مشاكل أخرى.

ونافلة القول فإن حل المشاكل التي تعاني منها منطقة واويزغت خاصة والأرياف المغربية عامة، لن يتم إلا بإحداث تغيرات جذرية تمس المشكل والجوهر وترمي في المنطلق والمنتهى إلى تحطيم جميع أنواع التبذير والترف الزائف والانطلاق من خصوصيات المنطقة الذاتية في بناء إقتصادها بالإضافة إلى تهيئة الساكنة لمواكبة هذا الغرض المنشود.

البيبليوغرافيا:

_محمد بلفقية: أوليات في الجغرافية الزراعية، أصدرته اللجنة الوطنية المغربية للجغرافيا، مطبعة فضالة بالمحمدية.1998.

_أبارو أحساين: الجماعات المحلية و دورها في التنمية بإقليم بني ملال. حالة "تيزي نسلي"، بحث لنيل الإجازة في شعبة الجغرافية. 2002م-2001م كلية الآداب و العلوم الإنسانية بني ملال.

 

_ عبد الرحيم بن علي. الدينامية الحالية في الحوض الاوسط لواد العبيد ، ندوة دينامية السطح: التركات الرباعية و التطور الحالي، ايام 18. 19 فبراير 1993 . منشورات جامعة القاضي عياض كلية الاداب و العلوم الانسانية-بني ملال ،

_ اجواو حليمة و دهري السعدية، مقاومة ايت عطا نومالو للاستعمار الفرنسي 1916 -1956 ، بحث لنيل الاجازة، السنة الجامعية 1991_ 1992

- محمد المعزوزي وهاشم العلوي : الكفاح المغربي المسلح في  حلقات، من 1900إلى 1935، مطبعة الأنباء، الرباط، 1987.

_ البحث الميداني.

_ الرواية الشفوية.

_ بابان كوستاف، الباشا الكلاوي الأسطورة والحقيقة في حياة باشا مراكش، إفريقيا الشرق.

_العلوي مصطفى، الحرب المغربية الفرنسية الإسبانية 1906-1936، ج.4. المناورات الأجنبية ضد السيادة المغربية، الطبعة الأولى 1415هـ-1994م

_مونوغرافية جماعة واويزغت

_Robert MONTAGNE : Les Berbères et Le MAKHZEN. Editer par Afrique Orient.      

_PEYRONNET.C. Robert : Tadla. Pays zain. Moyen Atlas publiée par la société de géographie  d’Alger et de l’Afrique du Nord. Alger1922

-Laarbi Mezzine : Le Tafilalte, contribution Al ‘Histoire du Maroc Au XVII et XVIII siècle. Publication de la Faculté des Lettres et des Sciences Humains. Rabat, 1987, .

- Capitaine George Spillmann : les Ait Atta du Sahara et la pacification du Haute Daraa. Publication des hautes études Marocaine, Rabat,1936

_ الخريطة الطبوغرافية.[1] 

[2]2- محمد بلفقية: أوليات في الجغرافية الزراعية، أصدرته اللجنة الوطنية المغربية للجغرافيا، مطبعة فضالة بالمحمدية.1998.ص 21

[3]3 _أحساين أوبارو: المرجع السابق. ص 10

4 _  عبد الرحيم بن علي. الدينامية الحالية في الحوض الاوسط لواد العبيد ، ندوة دينامية السطح: التركات الرباعية و التطور الحالي، ايام 18. 19 فبراير 1993 . منشورات جامعة القاضي عياض كلية الاداب و العلوم الانسانية-بني ملال ،ص: 95[4]

 _ نفس المرجع، ص:95[5]

_ الرواية الشفوية.[6]  

_ احمد النالصري، الاستقصاء لاخبار دول المغرب الاقصى، ج:9،ص:199 [7]

Robert ,montagne :les bérbere et le makhzen dans le sud du maroc ;p : 30                      [8]

 Larbi mezzine ; le tafilalte :contribution a l’histoire du maroc au17et18 siécle ;publication faculté du lettre ; rabat ; 1987 ;p469 [9]

George spilman ;les ait atta du sahara et la pacification du haut draa ;pub :des haut etude marocains ; rabat ; 1963 ;p3 [10]

_محمد المعزوزي و هاشم العلوي، الكفاح المغربي المسلح في حلقات:من1900الى1935 ، مطبعة الانباء، الرباط،ص:100[11]

guillaume:les berbére marocaine et la pacification de l’atlas centrale :1912-1935 ;rené ;julliard squana ;paris ;p :65    [12]

peyronnet ;tadla :pays zain :moyen atlas ;p :114_[13] 

ibedim :p115_[14]

ibid_[15]

ibed_[16]

ibed ;_[17]

 اجواو حليمة و دهري السعدية، مقاومة ايت عطا نومالو للاستعمار الفرنسي 1916 -1956 ، بحث لنيل الاجازة، السنة الجامعية 1991_ 1992_[18]

Guillaume ;les berbéres ;p65[19]

Spillmane ;p : 75_78_[20]

pyronnet :p ;117_[21]

ibid ;118_[22]

ibid ;119_[23]

ibidem_[24]

ibide ;p306_[25]

26_ تعقيدين: تسيطر القواعد التقليدية الموروثة عن الأجداد، كما يعني الاتفاق والميثاق بين المجموعة القبلية لخدمة الصالح العام. لدى أيت عطا يطلقون " تعقيدين " على مكان بجبل صاغرو ، يسمى " إغرم أمزدار" كان يعقد فيه مجلسهم. تطلق كذلك على مجموع الأحكام والأعراف المدعوة أيضا " إزرف" أي القانون العرفي أو "شرط خمس خماس نايت عطا". وهذه الأعراف تشمل الملكية والحيازة وتنظيم الانتجاع والحرب وجني الثمار والضيافة والكرم ومعاملة الضعيف ومعاملة الأسرى وكذلك طريقة التعامل مع أمور العائلة وقضايا الشرف والعرض وضبط العلاقات مع الأجانب من القبيلة إلى غير ذلك من الممارسات اليومية. معلمة المغرب، ج.8.ص.2770.[26]

Ibid ;p :55_[27]

_المعزوزي وهاشم العلوي، ص:101[28]

Spilman ;p :65_[29]

Ibedem_[30]

Ibid ;p :57_[31]

Ibid ;p :61[32]

[33] - مصطفى العلوي الحرب المغربية الفرنسية 1936-1906، ص.107.

[34] -Peronnet, TADLA, Pay, Zaian, p.117.

[35] -Guillaume, (G), op.cit. P.249.                                              

[36] -كوستاف بابان الباشا الكلاوي: الأسطورة والحقيقة في حياة باشا مراكش، ص.104-106.

[37] - العلوي مصطفى، المناورات الأجنبية ضد السيادة المغربية، 1906-1936. ص.108.

[38] -Guillaume, (G), op.cit, p.249.

[39] - Guillaume, (G), p.252.

[40] - العلوي مصطفى، المناورات الأجنبية ضد السيادة المغربية: حرب الفرنسية المغربية الإسبانية ، ص.107.

[41] - بوباغور وألونتاركست: هي من المناطق الواقعة في مجال أيت سعيد ويشو كفرع من أيت عطا نومالوا.

[42] - سكات أوتسكا وتعني بالأمازيغية حوض، وهي منطقة حدودية بين ثلاث قبائل أيت داود أوعلي وأيت عطا نومالوا وأيت إسحا إذ أن كل قبيلة تتوفر على قطعة أرضية خاصة بها في هذه المنطقة.

[43] - Guillaume (G), Op.cit, p.266.

[44] _ اجواو حليمة و دهري السعدية، مقاومة ايت عطا نومالو للاستعمار الفرنسي 1916 -1956 ، بحث لنيل الاجازة، السنة الجامعية 1991_ 1992 ، ص:27

[45] -نفس المرجع،ص:14

[46] _ نفس المرجع،ص:15

[47] _ بحث ميداني.

[48] __  اجواو حليمة و دهري السعدية، مقاومة ايت عطا نومالو للاستعمار الفرنسي،

الفهرس

المكونات                                                                     الصفحات

مقدمة ............................................................................2   

الفصل الأول:الخصائص الطبيعية والتاريخية......................................4.

المحور الأول: المعطيات الجغرافية...............................................6..

I_الموقع.........................................................................6

II_المناخ والتربة................................................................7.

1_المناخ........................................................................7....

2_التربة.........................................................................7

III_الغطاء النباتي والموارد المائية..............................................8

1_الغطاء النباتي................................................................8.

2_الموارد المائية...............................................................9

المحور الثاني: التطور التاريخي لساكنة المنطقة.................................11

I_أصل التسمية.................................................................11

II_أصول الساكنة...............................................................11

III_تاريخ التعمير...............................................................13

الفصل الثاني:الحياة الاجتماعية و الاحتلال........................................14

المحور الأول: الحياة الاجتماعية...................................................15

1_مكونات ايت عطا نوما لو.......................................................15

2_حياة ايت عطا نوما لو............................................................18

3_التنظيم القضائي الأعراف........................................................20

4_التنظيم السياسي النظري ........................................................21

المحور الأول:الاحتلال العسكري ....................................................22

1_احتلال مجال ايت عطا نوما لو.....................................................22

2_احتلال مجال ايت بوزيد...........................................................23

3_معركة واويزغت 1922...........................................................24

الفصل الثالت: الحياة الاقتصادية.......................................................27

I_الفلاحة.............................................................................28

1_المزروعات الرئيسية...............................................................28

2_وسائل الإنتاج......................................................................31

3_ تربية الماشية......................................................................32

II_الحرف التقليدية...................................................................34

III_ المشاكل التي تحول دون الرقي بالمنطقة الى مستوى التطلعات...................38

خاتمة.................................................................................40

البيبليوغرافيا.........................................................................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت

Ait bouzidبوابة ازيلال- افورار: واويزغت : Farid Aabid دراسة حول واويزغت من إنجاز: هشام بويزكارن. ماستر التاريخ والتراث الجهوي مقدمة: تهدف...